هاكان ألبيراق – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما كنت في الطريق إلى العاصمة الأذربيجانية "باكو" سنحت لي الفرصة بالتحدث مع رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو.

 قبل كل شيئ أود أن أشير إلى أن السيد داوود أوغلو يتمتع بعقل راجح كما أنه يجيد التحدث بشكل رائع. فقد كان يجيب على الأسئلة التي تطرح إليه من دون أي تلكئ في صياغة جمله.

بدأنا الحديث بالتطرق إلى موضوع المصالحة الوطنية، حيث سألته عن مجريات العملية وإلى أين وصلت الحكومة في تنفيذ خطتها حيال هذا الموضوع. فكانت إجابته واضحة وصريحة. حيث قال " لقد أكملنا برنامج المصالحة في أذهاننا ونحن على دراية تامة بالخطوات التي سنخطيها. فكل شيئ سيتضح في أوانه فلا داعي لأن نستبق الأمور"

وبعد أن قام بتلخيص أعمال الحكومة فيما يخص موضوع المصالحة الوطنية بهاتين الجملتين، سألته عن رأيه في الرسالة التي أرسلها إليه رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كلشتار أوغلو . حيث قال في هذا الصدد " إننا نحاول رفع مستوى النقاش السياسي، لكن أعضاء المعارضة لا يتعاونون معنا في هذا الصدد. فلو نظرنا إلى تصريحات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بعد توليه منصب الرئاسة، فإننا لا نلاحظ أبدا أنه يميل في خطاباته إلى حزب العدالة والتنمية ولا يحرض إلى الإستقطابات السياسية. وأنا أيضا كذلك فقد حاولت وما زلت أحاول من خلال خطاباتي أن أجد أرضية مشتركة للإتفاق مع الأحزاب المعارضة في البرلمان. وبعد كل هذا فإن النتيجة على حالها و لم تتغير. إن تصريحات السيد كمال كلشتار أوغلو و أسلوبه لا يليق برئيس حزب سياسي. فنحن لم نستخدم هذا الأسلوب المتدني في الحديث أثناء نقاشاتنا السياسية حتى عندما كنا طلابا في الجامعة. وعلى رغم صغر أعمارنا أنذاك فقد كنا نحترم أراء وأفكار الطرف الأخر وكنا نتعمد بأن لا يكون أسلوبنا في الحديث جارح. أؤكد لكم بأننا سنحافظ و نعمل على رفع مستوى النقاشات السياسية. لقد أصبحت رئيسا لحزب العدالة والتنمية ورئيسا للوزراء فلم يقم السيد كلشتار أوغلو بتقديم التهنئة لي، لكني إتصلت به وقدمت له التهنئة فور فوزه في رئاسة حزب الشعب الجمهوري من جديد"

وبالإنتقال إلى موضوع تنظيم الدولة الإسلامية والحملة الأمريكية ضد هذا التنظيم، قال داوود أوغلو " إن الأمريكيين يتصرفون بدافع الشعور بالذنب. فلقد قمنا بتحذيرهم من البداية فيما يخص المسألة السورية. حيث قلنا لهم إما أن ندعم الجيش السوري الحر أو ننشأ مناطق عازلة. ونتيجة لعدم إصغاء الولايات المتحدة لمقترحانتا إزدادت قوة وخطر تنظيم الدولة الإسلامية. لقد إضطر الجيش الحر إلى إخلاء مواقعه نتيجة إستمرار قصف سلاح الجو للنظام السوري لتلك المواقع. وقد إستغلت داعش ضعف قوات النظام السوري على الارض وتراجع الجيش الحر عن مواقعه فقامت بتثبيت أقدامها في سوريا. لا تظنوا أبدا أننا عندما نجلس مع الأمريكيين على طاولة المفاوضات نكون في وضعية الدفاع ونجيب على أسئلتهم. على العكس تماما، فإننا نذكرهم في كل لقاء بأننا كنا قد حذرناهم من عواقب التساهل مع نظام الأسد. وفي الشأن العراقي أيضا كنا قد قلنا للأمريكيين بأن سياسات المالكي تقود العراق إلى صراع مذهبي وطائفي"

أما بالنسبة لموضوع إنشاء مناطق عازلة في سوريا، فكانت تصريحاته على الشكل التالي "أولا لا ينبغي أن نقول مناطق عازلة، ولكن يجب أن نقول مناطق أمنة. نحن نحاول إنشاء هذه المناطق ليس بداعي الخوف من الإعتداءات على الأراضي التركية، بل من أجل تأمين أفضل أنواع الحماية للشعب السوري. يجب حماية السوريين داخل الأراضي السورية. لأنهم عندما يلجؤن إلى تركيا هربا من الحرب والموت، فإنهم يشعرون بضيق نفسي لأنهم يظنون أنهم يعاملون معاملة اللاجئين الأجانب في تركيا. فإن بقوا في بلدهم فإنهم يشعرون بالراحة والإطمئنان.هدفنا هو تأمين كل مستلزمات السوريين داخل الأراضي السورية"

وفي نهاية الحوار تطرق السيد داوود أوغلو إلى مسألة تمديد صلاحية المذكرة التي تنص على تفويض الجيش التركي بإجراء عمليات خارج حدود البلاد في حال تهديد أمن تركيا من قبل جهات خارجية. حيث قال في هذا الصدد " سنطلب من البرلمان تمديد مدة صلاحية المذكرة. لقد تغيرت الظروف وستتغير معها طبيعة وماهية المذكرة"    

عن الكاتب

هاكان البيرق

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس