غالب دالاي- صحيفة قرار- خاص ترك برس

لقد بدأت العلاقات التركية الإسرائيلية بالعودة من جديد إلى مسارها الطبيعي، وذلك بعد انقطاع  دام 3 سنوات بسبب حادثة سفينة "مافي مرمرة"، وحسب صحيفة "هاريتز" الإسرائيلية فإن الدبلوماسيين الأتراك والإسرائيلين سوف يجتمعون من أجل تحسين العلاقات بين البلدين.

لقد استخدم في الإعلام مفهوم" التطبيع" للتعبير عن هذا التطور الحاصل في العلاقات بين البلدين، لكن في الحقيقة يمكننا القول: " بأن هذا التطور عبارة عن إعادة تشكيل هذه العلاقات من جديد، ورغم أن هذه العلاقات السياسية منهارة إلا أن حجم التبادل التجاري بينهما قد وصل إلى مستوى عالي".

تحظى العلاقات بين البلدين بدبلوماسية جيدة، حتى إن هذه العلاقات تمتلك على الصعيد العسكري والأمني مؤسسات بيروقراطية قوية، لكن لم تكن أبدا تحمل هذه العلاقات أي طابع اجتماعي، لأنه عند الحديث عن القضية الفلسطينية فإن إسرائيل لن تغير أبدا من موقفها السلبي تجاه هذه القضية، وهذا يعني أن هذه العلاقات لن تطبع وستظل محطمة.

في الحقيقة هذا التطبيع غير الطبيعي لهذه العلاقات يجعل إسرائيل تلعب دورا في تجاه جديد، في سياستها في المنطقة. فهي تملك الآن أفضل الظروف التي تخولها لكي تكون الأفضل في المنطقة، فهي تعمل على تشكيل ميدان مفيد لها في المنطقة.

فإسرائيل تقف في وجه  موجات الديمقراطية الحاصلة، وكذلك المد الإيراني المتطور في المنطقة، وبالتالي ترى إسرائيل نفسها في خطر وبتحالفها مع هكذا شريك فإنها تحمي نفسها.

تعيش إسرائيل حالة من تطبيع العلاقات غير الطبيعي مع العالم العربي، وخصوصا مع دول الخليج، فقد تطورت العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة في مجال المؤسسات الدولية، فأعلنت إسرائيل عن عزمها فتح مكتب لوكالة الطاقة في الإمارات، وكذلك نرى إجماع إسرائيل والسعودية على أن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة إرهابية، والكل يعلم بأن إسرائيل كانت وسيطا في مباحثات الطاقة النووية بين الغرب وأوروبا.

لا داع للاستغراب، إذ إن إسرائيل تريد إنشاء علاقات سياسية بينها وبين الدول العربية، فإسرائيل تريد بعلاقاتها مع الدول العربية ألا تمس أبدا بالقضية الفلسطينية.

منذ سنوات طويلة يرى أن مصدر مشاكل الشرق الأوسط ينبع من القضية الفلسطينية، وبشكل بديهي فإن إسرائيل تعد واحدة من هذه المشاكل.

إن اتجاه مسير الربيع العربي بالعكس، والحروب الأهلية والإرهاب أضعفوا موضوع البحث، فالغرب يحاول أن يختزل القضية الفلسطينية إلى مسألة إرهاب في كل يوم.

حسب التطورات الشاذة الحاصلة في المنطقة فإن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا تتطلب إنشاء من جديد ، لكن بالمقابل فإن تركيا تتحمل مسؤليات كبيرة إذ على عاتقها يقع تأمين الماء والكهرباء للضفة الغربية وغزة، ومن أجل استمرار العلاقات التركية الإسرائيلية يجب على الطرفين الجلوس على طاولة الحوار بشكل مستمر.

عن الكاتب

غالب دالاي

مدير البحث في منتدى الشرق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس