ترك برس
اعتبر الباحث السياسي في المركز الأوروبي للدراسات الكردية في برلين، جان عمر، المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا، أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي "يمتطي القضية الكردية في تركيا لصالح أجندات غير كردية"، ويعادي شريحة كبيرة داخل المجتمع التركي، ويغازل أطرافا تعد من أعداء الشعب الكردي مثل إيران وسوريا وحزب الله.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج الإتجاه المعاكس الذي يقدمه الإعلامي السوري، فيصل القاسم، على قناة الجزيرة القطرية، الذي ناقش إقرار مشروع قانون إسقاط الحصانة عن نواب في البرلمان التركي، في تغيير دستوري تقول المعارضة المؤيدة للأكراد إنه قد يؤدي إلى القضاء على وجودها في البرلمان.
ويرى عمر أنه من الظلم إلصاق صفة الكردية بهذه الأحزاب، مشيرا إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي أعطى هذا الانطباع للشارع الكردي، لأن مطالبه لا تصب في صالح الشعب الكردي ولا التركي ولا شعوب المنطقة، مبينًا أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لديه 59 نائبا في البرلمان التركي، من بينهم فقط 13 كرديّا، والبقية من العلويين واليساريين والأقليات والشواذ جنسيا، وهم يدافعون عن حقوق هذه الأقليات.
ورد عمر على اتهامات اضطهاد الأكراد في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، مؤكدا أنه قبل وصول هذا الحزب للحكم كان ممنوعا التحدث باللغة الكردية، ولم تكن هناك قنوات ناطقة بها وكانوا يمنعون حتى من الاعتراف بالوجود القومي الكردي، أما اليوم فيمارسون كل ذلك في العلن وبموافقة الدولة على كل المستويات.
وأضاف عمر أنه يوجد داخل حزب العدالة والتنمية 75 برلمانيا كرديا، أي أكثر من نواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، معتبرًا أن هناك مخططا لجعل الكرد "محرابا في وجه العدالة والتنمية وتركيا والمنطقة عن طريق حزب الشعوب الديمقراطي".
في المقابل، رفض الكاتب والباحث السياسي الكردي بركات قار الاتهامات الموجهة لحزب الشعوب الديمقراطي، وقال إن الحزب ليس أداة في أيدي أنظمة أخرى ولا يوجد أي دليل يشير لمولاته لأي دولة أو كيان في المنطقة، مضيفًا أن القضية الكردية استدعت أن تشق طريقها بالحقوق الديمقراطية والسياسية بشكل سلمي، وتم قبول دعوة التفاوض من قبل الحزب الحاكم واستمرت المفاوضات لعامين قبل أن تنتهي الهدنة، وفق رأيه.
وتساءلت حلقة الاتجاه المعاكس: ألم يتحول حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلى خنجر مسموم في خاصرة الدولة التركية؟ أليس من حق الحكومة التركية أن ترفع عنه الحصانة وتتهمه بالخيانة والعمالة؟ كيف يسمح هذا الحزب وأمثاله أن يكون تركيًّا ويمارس نشاطه على الأرض التركية بينما ولاؤه لأعداء تركيا مثل روسيا وإيران وسوريا؟
ولكن في المقابل طرحت الحلقة تساؤلات أخرى: أليس من الظلم اتهام الحزب بالعمالة للخارج؟ أليس من حقه أن يحمل مشروعا مغايرا لمشروع الحزب الحاكم؟ ألا يبقى حزبا تركيًّا أصيلا يمثل ملايين الأتراك؟ أليس من حقه التواصل مع روسيا وحزب الله وغيره؟ ألا يعد رفع الحصانة عن بعض الأحزاب التركية المعارضة انتهاكا صارخا للديمقراطية التركية؟
وأظهرت نتيجة التصويت الذي طرحته صفحة الاتجاه المعاكس على موقع الجزيرة نت أن 66.3% يرون أن النواب الأكراد في تركيا أصبحوا أدوات في أيدي أعداء البلاد ولا بد من تضييق الخناق عليهم، في حين رأى 33.7% غير ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!