محمود أوفور - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تنظيم "بي كي كي"- "هي دي بي" واليساريون في تركيا أو حتى حلفاء التنظيم الموازي كلهم معا يجربون كل الطرق المؤدية لجر الأكراد إلى حتفهم، وحتى الإعلام ومن سار على درب"أيدنلار" دائما يروجون الكذب والنفاق، وهذا كان جليا عندما لفقوا إشاعة أن تركيا تدعم داعش.

وفي هذه الأيام هل يوجد متحدث منهم؟

لا

الآن لماذا تلقون بأكاذيبكم إلى الآخرين وأنتم سبب قتل  أكثر من7 آلاف من الشباب الكردي بسبب "سياسة الحفر"، فهذا هو "بيسه هوزات" القيادي في تنظيم "بي كي كي" والمطلق لعبارة "الحرب الشعبية الثورية" السنة الماضية، خرج علينا قبل بضعة أيام بهذا التصريح: "لقد دمر البرزاني وحزبه الديموقراطي الكردستاني مدن سور، جيزرة، نصيبين و يوكسيك أوفا".

لقد أعلن أن البرزاني مسؤول عن الدمار الذين هم بدؤوه، فهذا الكلام عاري عن الصحة لكن يدل هذا التلفيق الكبير على أن  هؤلاء الذين في جبل قنديل قد وصلوا إلى نهاية الطريق.

في الحقيقة تماما على عكس هذا التلفيق فكلنا علم بزيارة مسعود البرزاني لأنقرة قبل 10 سنوات وقد التقى البرزاني في الوزارة الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديموقراطية "فيغين يوكسيك داغ" ووفد من الحزب نفسه.

وكان من ضمن  هذا الوفد أسماء كليلى زانا، ميردنغير فرات، عثمان بايدمير وأحمد تورك.

وحسب ما أوردته الصحافة حول هذا الاجتماع أن البرزاني أراد من حزب الشعوب الديمقراطي أن يتخلى عن سياسة حفر الخنادق، حتى أن البرزاني اقتبس مقولة أبيه مصطفى البرزاني عندما كان الأكراد يتصارعون مع حكومة بغداد من أجل السيطرة على مدينة في العراق وكيف أنه وقف ضد دخولهم المدينة قائلا: "هذه ليست استراتيجية صحيحة عندما تسيطرون على منطقة لاتستطيعون الدفاع عنها لاحقا، لأنه بذلك سيتضرر سكان المنطقة والمقاتلين المسيطرين على المنطقة".

يعني البرزاني لايريد موت الناس وتهدم المدن بسبب سياسة الخنادق التي يتبعها حزب الشعوب الديموقراطي.

حسنا، ماكان جواب وفد حزب "هي دي بي"؟ هذا الوقت هو زمان أخذ العبر...

وفي سياق هذا كتب الكاتب" فاتح سفغيلي" عن تفاصيل الاجتماع نقلا عن الكاتب "ديلشاد ديركاري" في دهوك العراقية في 22نيسان/ أبريل 2016:

"قبل الاجتماع التقى البرزاني بالمسؤليين الأتراك وطلب منهم راجيا تأجيل العملية العسكرية وإعطائهم فرصة للحوار لإغلاق الخنادق، وبالمقابل أجاب المسؤلون الأتراك لطلب البرزاني وأجلوا العملية.

وبدوره قال البرزاني لوفد "هي دي بي" في الاجتماع أن أعمالهم من حفر خنادق وغيرها سوف تضر بالأكراد، وقال البرزاني: "لانريد أن نرى جثث الأطفال الأكراد في الشوارع".

وقد قال هذه الجمل وهو ينظر إلى ليلى زانا التي كانت تجلس على يمينه وقبل أن ينهي كلامه بدأت فيغن يوكسيك داغ بالحديث: "نشكركم على اقتراحاتكم لكن هذه الأمور أمورنا الداخلية فليس هناك أي مشكلة بين الشعب والدولة ،المشكلة مع حزب العدالة والتنمية، نحن سوف نستمر بعصياننا في الشوراع إلى حين استقالة حزب العدالة والتنمية فهذه المشكلة هي مسألة تخص الداخل التركي ولن نقبل بتدخلكم الخارجي" ثم أنهت حديثها.

بعدها نهض البرزاني وهو يصافح ليلى زانا قال لها: "الشعب الكردي هو الشعب الوحيد الذي لم يستخلص من تاريخه درسا".

الأمر الملفت للنظر ليس ردة فعل يوكسيك داغ ولا حتى صمت زانا وأحمد تورك بل أكاذيب جبل قنديل.

فكروا في هذا: حزب الشعوب الديموقراطي الذي ينادي للتدخل الخارحي في تركيا  يقول للبرزاني رمز الأكراد مهمشا له: "لا تتدخ ...".

في الحقيقة كان محقا البرزاني عندما قال: "الشعب الكردي هو الشعب الوحيد الذي لم يستخلص من تاريخه درسا".

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس