ترك برس

التقى مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي سيامند حجو مع دبلوماسيين وصحفيين أتراك في أنقرة عقب عودته من رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتخلل اللقاء مناقشة عددٍ من القضايا المتعلقة بالشأن السياسي والاجتماعي للمجتمع الكردي في سوريا.

وفي كلمته أمام الحضور، انتقد حجو بشدة تحالف حزب الاتحاد الديمقراطي (بي يي دي) مع النظام السوري والتحركات التي يقوم بها من أجل بسط سيطرته على أكبر رقعة جغرافية ممكنة في الشمال السوري منتهكًا مبادئ الديمقراطية والإنسانية، مؤكّدًا أن حزب الاتحاد الديمقراطي زج بمئات المواطنين الأكراد السوريين الذين يخالفونه في السجون.

وقال حاجو إن الكثير من المعارضين السياسيين لحزب الاتحاد الديمقراطي اضطروا للفرار من مناطق نفوذه في سوريا، لوقاية أنفسهم من السقوط في السجون التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، والتي لا تختلف في سوئها عن سجون نظام الأسد.

"تركيا وراء تفاقم قوة حزب الاتحاد الديمقراطي"

لم يكن حزب الاتحاد الديمقراطي بهذه القوة إبان عام 2011، إلا أن عناصر حزب العمال الكردستاني الذين قدموا من تركيا إلى سوريا زادوا من قوته وجعلوه أحد أقوى الأحزاب الكردية على حد قول حجو الذي رأى أن الخطأ الفادح الذي ارتكبته تركيا في هذه الخطوة هو غض النظر عن هذه العناصر رغبةً في دفعها إلى الخروج من تركيا، ولكن اتضح أن هذه العناصر اتحدت مع عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي مشكلة أقوى حزب كردي سياسي في سوريا، وقد أصبح هذا الحزب من أكثر الأحزاب الكردية تأثيرًا على الساحة، مما جعله الأكثر تلقيًا لدعم الدول المضادة للثورة السورية، ومع تعاظم قوتهم عادوا إلى تركيا بشكل أقوى مما كانوا عليه وقت خروجهم.

اتّهم حجو تركيا بالتقصير وقصر النظر السياسي، حيث أشار إلى أن حزب العمال الكردستاني كان على وشك الانقراض في عام 2011، ولكنه بعد غض النظر عن دخول عناصره لسوريا اكتسب قوة سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة، مؤكّدًا أنه كان على تركيا اتخاذ إجراءات وقائية لمنع ذلك.

وأفاد حجو بأن حزب العمال الكردستاني أرسل أول دفعة من عناصره في أيلول/ سبتمبر 2011، وبذلك ظهر للسطح الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي المعروف باسم وحدات الحماية الشعبية (يي بي غي)، مضيفًا أن تركيا غضّت نظرها عن الخطر المحدق المعلوم من طرفها منذ فترة طويلة جدًا، والتقت رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم في أنقرة، ظنًا منها بأنه سيتحالف معها ضد النظام، وبالرغم من علمها بمناطق إدخال السلاح من تركيا إلى سوريا لصالح يي بي غي لم تتخذ الإجراءات اللازمة رغبةً منها في كسب حزب الاتحاد الديمقراطي لطرفها. رأى حجو أن تركيا لو لم تنتهج هذه السياسة لما عانت من الخطر الاستراتيجي لحزب الاتحاد الديمقراطي.

وذكر حجو أن البرزاني نصح تركيا بتشديد الإجراءات الأمنية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني، ولكنه لم يجد آذانًا صاغية، وما يُثبت صحة رؤية البرزاني اليوم هو نزول عناصر حزب العمال الكردستاني من الجبل إلى المدن والفضل في ذلك الدعم المادي والعسكري والتدريبي القادم سوريا.

"لم يكن أوجلان يريد تأسيس الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي  (يي بي غي) عام 2013"

وفي خضم حديثه، قال حجو إنه التقى عام 2013 أحد مستشاري رئيس الوزراء التركي الأسبق رجب طيب أردوغان ودار حديث بينهم عن وضع حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وعن ذلك الحديث يقول حاجو "قلت للمستشار إن عدد عناصر حزب العمال الكردستاني في سوريا الآن بسيط، ولكنه يحمل في طياته احتمال التعاظم، وهذا سيشكل خطرًا كبيرًا على تركيا، ولكني وجدت المستشار غير قلق إطلاقًا من ذلك، وشددت على أن دعم الأحزاب السياسية المعارضة لحزب الاتحاد الديمقراطي سيكون لصالح تركيا. استمع المستشار إلي بكل لطف ولكنني لاحظت بأن أقوالي لم تسترعي اهتمامه أبدًا، وعلى الرغم من تأكيدي أن أوجلان لا يرغب بتأسيس الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي ويرغب بالإبقاء على عملية السلام، إلا أن المستشار اعتذر عن استكمال الحديث لوجود بعض الأعمال التي يجب أن يذهب إليها."

"أسهل طريقة للولايات الأمريكية المتحدة هي دعم حزب الاتحاد الديمقراطي"

كانت الوفد الذي يقوده حجو في رحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التقى خلالها مسؤولين عن وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين. لاحظ حجو أن "المسؤولين الأمريكان لا يقيمون حزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني على أنهم نسيج واحد، بل يرون أن حزب الاتحاد الديمقراطي منفصل عن حزب العمال الكردستاني، واتجهوا لدعمه لعدم رغبة تركيا والدول المجاورة الأخرى بإرسال جنود مشاة لمحاربة داعش، كما أن حزب الاتحاد الديمقراطي قبل محاربة داعش دون أي شروط مسبقة، أما الجيش الحر والجماعات الأخرى فقد وضعت شرط القضاء على نظام الأسد لقبول الدعم الأمريكي ومحاربة داعش، لذا رأت أمريكا أن دعم حزب الاتحاد الديمقراطي أسهل من دعم الجماعات الأخرى."

ويُذكر أن المجلس الوطني الكردي تأسّس عام 2011 في مدينة أربيل برعاية مباشرة من قبل رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، وضم المجلس 11 حزب كردي سوري معارض لحزب الاتحاد الديمقراطي، وفي عام 2012 وصل عدد الأحزاب المشاركة في للمجلس 15 حزب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!