ترك برس

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة للصحفيين بمطار أتاتورك بأن المشاركين في محاولة التمرد “التي تستهدف الوطن التركي سيدفعون ثمنًا كبيرًا لهذه المحاولة الآثمة”، مضيفًا أن “هذه العصابة مكونة من مجموعة من الجيش والشرطة تكره الشعب التركي وتأخذ أوامرها من الكيان الموازي”.

ووصف أردوغان محاولة الانقلاب بأنه تحرك لمجموعة صغيرة داخل القوات المسلحة التركية استهدفت للأسف الشديد وحدة تركيا والشعب التركي وتماسكه، مشيرًا إلى أن هذا التمرد جاء بعد اجتماع مجلس الشورى العسكري لأن بعض أعضاء هذه المجموعة خافوا من بعض القرارات التي كانت ستصدر.

وتابع قائلًا إنّ “هذه التمرد سيؤدي بلطف الله ورعايته إلى تنظيف القوات المسلحة التركية التي يجب أن تكون نظيفة مئة بالمئة”، مضيفًا أن الحكومة منتخبة شعبية ومن لا يرضى عن رجب طيب أردوغان فهذا شأنه.

وقال الرئيس التركي: "الساعة الآن 4:30 بعد منتصف الليل وهناك ملايين الأتراك في الشوارع، شرفي كمواطن تركي يحتم علي أن أقول إن الشعب التركي واحد”، مضيفًا: "نحن في مطار أتاتورك، قبل مدة قصيرة جدا تعرض لعملية إرهابية لداعش والآن حاول الكيان الموازي احتلاله”.

وأضاف: "يحاولون مرة وأخرى وأخرى الانقلاب على الشرعية وسنستمر في محاربة هذا الكيان ولو كان كفننا لباسا لنا”، مؤكدًا أن تركيا اشترت الطائرات الحديثة لتدافع عن تركيا ضد أعدائها وليس لاستخدامها في حالات تمرد.

وكشف أردوغان أنّه كان في وقت حدوث محاولة الانقلاب في ولاية مرماريس الواقعة في جنوب تركيا، وفوق إقلاع طائرته من مرماريس حاول محاولو الانقلاب قصف الموقع الذي كان فيه، مضيفًا أن "هذه العصابة حاولت أن تحتل مطار أتاتورك الدولي وتهدد رئيس الجمهورية شخصيا… وحاولوا أن يهاجموا الاستخبارات ورئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء واعتقلوا السكرتير العام لمكتب الرئيس”.

وخاطب أردوغان ضباط الجيش التركي وخاصة رؤساء الجيش الثلاثة قائلًا “إنّني أؤمن بكم”، وأضاف أن بعض الضباط يعتقدون أنهم يعملون في الجيش التركي لكنهم يستقبلون أوامرهم من بنسلفانيا في أمريكا، وأن هؤلاء الضباط لا يحترمون التراتبية العسكرية. كما خاطب أردوغان الجنود الأتراك وضباط الصف قائلًا: "أنتم جيش محمد وتقفون أمام أمهات الشعب التركي ولا أقبل أبدا أن توجهوا أسلحتكم ضد الشعب، إن وجهتم بنادقكم ضد الشعب التركي ستدفعون الثمن غاليا، ارجعوا عن خطئكم بسرعة”.

وذكر الرئيس التركي أن هناك اعتقالات في صفوف الانقلابيين برتبة مقدم ونقيب ورائد.

وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام الغربية لا تريد ازدهار تركيا وقد نشرت أنباء بأن الجيش سيطر على مقاليد الأمور في تركيا.

وكان متحدث باسم الاستخبارات التركية صرح بأن محاولة الانقلاب تم “إحباطها” وأنه تم تحرير رئيس هيئة الأركان التركي خلوصي أكار وهو على رأس عمله.

وقال المتحدث نوح يلماز إن الوضع عاد تحت السيطرة وكل شيء سيعود إلى طبيعته خلال ساعات.

وقامت الشرطة التركية باعتقال معظم الجنود الذين حاولوا الانقلاب ليلة الجمعة، بينما احتشد مئات آلاف المواطنين الأتراك في الشوارع التركية لإظهار تضامنهم مع الحكومة المنتخبة.

كما انسحب الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب من مقر جهاز الاستخبارات الوطنية التركي بعد مواجهة مع رجال الاستخبارات.

وذكرت مصادر أمنية أنّه لن تتم توجيه أي تهم ضد الجنود المشاركين في محاولة الانقلاب إذا سلموا أسلحتهم وانسحبوا من مواقعهم.

ويقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإشراف على الجهود المستمرة وسيلقي خطابًا خلال بضع ساعات، حسب متحدث باسم الرئاسة. ومن المقرر أن يعود إلى إسطنبول في وقت قريب.

وقال أردوغان إنه لا يزال رئيس تركا والقائد الأعلى للقوات المسلحة، متوعدًا بأن المتآمرين سيدفعون ثمنًا باهظًا.

وفي هذه الأثناء، تم تحرير مبنى محطة تي آر تي الحكومية من مجموعة من الجنود كانت تحاول السيطرة على المحطة، وعادت القناة إلى البث، فيما نشرت صور على وسائل إعلام تركية عن احتفالات وسط القناة بفشل المحاولة الانقلابية.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن في حديث لقناة أن تي في التركية أن قادة الجيش قالوا بصراحة إن محاولي الانقلاب انتهكوا تسلسل الجيش، وأن الشعب أظهر وقوفه وتضامنه إلى جانب الديمقراطية والحكومة المنتخبة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!