ترك برس

أوضح رئيس هيئة الأركان العامة السابق "نجدت أوزيل" أنه لن يسامح أصدقاءه العسكريين الذين شاركوا في محاولة الانقلاب على الحكومة التركية.

جاء ذلك في لقاء تلفزيوني مباشر على قناة NTV التركية، تحدث خلاله عن مجريات ليلة محاولة الانقلاب، قائلا عن بعض أصدقائه منذ أيام الخدمة العسكرية، والذين شاركوا في محاولة الانقلاب، وتم إلقاء القبض عليهم فيما بعد عقب إحباط المحاولة الفاشلة: "في حال لي حق عليهم، فإنني لا أسامحهم على الإطلاق".

وفي ما يلي أبرز ما قاله أوزيل في لقائه المتلفز: 

بداية أحيّ شعبنا العظيم، وأعبر عن سلواني له، إن الجيش التركي كان دائم الاحترام لسيادة القانون، والدستور، ولمبادئه، وكذلك لحقوق الإنسان، إن أبناء الجيش التركي هم الذين يُكسبون المؤسسة العسكرية أهميتها، ولا سيما أنهم خرجوا من رحم هذا الشعب، فأنا على الرغم من التقاعد مازلت أحافظ على هذه الأفكار والقيم. 

إن محاولة الانقلاب في 15 تموز / يوليو تعدّ حادثة محزنة للغاية، أدت إلى توليد الآلام والمواجع لدى شعبنا وبلادنا، ولكن بات واضحا للعيان أنها حركة تمّت بمعزل عن القوات المسلحة التركية، وبمعزل عن القيادة الموقرة، وهذا هو الجانب الذي يسعدنا ويفرحنا في الأمر.

إن هذه الحادثة جلبت معها مواجع كثيرة، بداية أسأل الله الرحمة لأرواح الشهداء، والصبر والسلوان لذويهم، سقط العديد من الجرحى، أسأل الله لهم الشفاء العاجل، ولكن لا أشمل في دعائي جرحى الانقلابيين، إنما الجرحى الذين واجهوا محاولة الانقلابيين. في نهاية المطاف القضاء على هذه المحاولة في فترة زمنية وجيزة، دليل على أن مؤسسات الجمهورية التركية مازالت موجودة ومستمرة.

كان هناك دعم شعبي كبير، ولذلك أتوجه بالشكر إلى شعبنا العظيم،  وكذلك أشكر سيادة الرئيس لما أبداه من شجاعة، وروح قيادية عالية، وأشكر السيد رئيس الوزراء وطاقمه، وأيضا أشكر منصات الإعلام لوقوفها جسدا واحدا أمام هذه المحاولة، وأريد أن أتوجه بالشكر الخاص لقادة القوات المسلحة الحقيقيين الأوفياء الذين أسهموا في إحباط هذه المحاولة.

كنت يوم الحادثة أشاهد قناة خاصة على التلفاز، فأخبر أحد الأقرباءُ زوجتي في اتصال هاتفي عن قطع عناصر من الجيش لجسر إسطنبول، وعلى أساسه بدأت بالتنقل بين القنوات، بداية ظننت أنه اتصال  إخباري، وبعد فترة وجيزة جاءني اتصال من صديق لي  نائب في البرلمان، وأخبرني بأن مروحيات تطير على ارتفاع منخفض في أنقرة، وبعد ذلك اتصل بي مسؤول في الحكومة وأخبرني عما يحدث، وسألني عما يمكننا فعله،فأخبرته أنني لم أكوّن معلومات وافية حول الموضوع، ولكن أعلمته بضرورة تشكيل طاولة أزمة.

حاولت الاتصال بـ رئيس هيئة الأركان العامة، ونائبه، وقائد القوات البرية ولكن من دون جدوى، أخبروني بأن قائد القوات الجوية خارج أنقرة، وأنه ذهب إلى إسطنبول لحضور في عرس، عاودت الاتصال به، مجريا مكالمة قصيرة للغاية، سألته ما الذي يحدث؟ فأجابني: شيء ما يحدث ونحاول أخذ التدابير اللازمة، بعد ذلك اتصلت بقائد القوات البحرية، فأخبرني أنه في منطقة آمنة، وأخبرني بأنهم احتجزوا قائد الأسطول البحري التركي، حينها أدركت مدى خطورة الموقف، وبناء عليه قمت بالاتصال مع قائد الجيش الأول، وأخبرته ببعض الأمور التي يجب أن يقوم بها، وبقينا على اتصال حتى الصباح، وكذلك عملت على مشاركة المعلومات التي كنت أحصل عليها مع وزير صديق لي في الحكومة.

بعد ذلك اتصلت بقائد القوات الخاصة، أخبروني أنه كان في عرس أيضا، وفي أثناء توجهه إلى المقر تم إطلاق النار عليه، الأمر الذي أدى إلى إصابة سائقه الخاص بجروح. وعلى أساسه اتصلت بضابطين صديقين لي في القوات الخاصة، طلبت منهما أن يجمعا بعضا من الضباط الآخرين والذهاب إلى مقر القوات لفك الحصار هناك، وبقوا في اشتباك متواصل حتى الصباح مع أولئك الذين حاصروا مقر الوحدات الخاصة، سقط بعض الشهداء، وبعد ذلك تمكنوا من فك الحصار والسيطرة على مقر القوات الخاصة.

مع ساعات الصباح الأولى كان احتجاز رئيس هيئة الأركان العامة مستمرا، فأجريت اتصالا مع صديق لي في الدرك، واتصال آخر مع صديق في القيادة المركزية في أنقرة، وطلبت منهما أن يجمعا قواهما سوية، موضحا لهما أن المسألة قضية وجود. والموضوع الآخر كان تحليق المروحيات في سماء أنقرة، وقمنا بمحاولات لإيقاف ذلك، وبهذا الشكل استمرينا حتى الصباح، كان لا بد من أن أتدخل يومها.

خدمت القوات المسلحة التركية 46 سنة، وحدوث محاولة انقلاب بهذا الشكل أحزنني للغاية، وكلما نظرت إلى الأسماء التي شاركت تزيد دهشتي، إن كان لي حق على هؤلاء الضباط الأصدقاء فأنا لا أسامحهم، لا يمكن لي قبول قيام أحد الضباط بتقييد يدي ضابط أعلى رتبة منه، وإغماض عينيه، فأنا أؤمن بسيادة القانون، وبناء على ذلك من الضروري البحث عن المدبر الأساس والمدير الأساس لهذا الانقلاب.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!