الأناضول

بحرٌ من اللون الأحمر غطى ميدان "يني قابي" المطل على بحر مرمرة بمدينة إسطنبول والذي يشهد اليوم الأحد تجمع "الديمقراطية والشهداء" الذي دعا إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولبّى نداءه الملايين من المواطنين الأتراك.

ومع وصول المشاركة الرسمية في التظاهرة يتقدّمهم الرئيس أردوغان وقادة أبرز الأحزاب الساسية وكبار رجال الدولة، هبّ الملايين من الحضور برفع أعلام تركيا التي يحملونها والتلويح بها بأيديهم متوحّدين بكافة الأعمار والأجناس.

العلم التركي الأحمر بدا وحده سيد الموقف في التظاهرة وغابت كافة الرايات والشعارت الحزبية، وتحت هذا العلم ذابت كل الخلافات السياسية وحوله التف المواطنون باعتباره رمزاً للدولة التركية التي يتسع فضاؤها للجميع.

بعض المشاركين في التجمع استخدموا صنارات الصيد الخاصة بهم كسوارٍ للأعلام لكي ترتفع أكثر، فيما ارتدى آخرون قبعات وربطات للرأس وملابس جميعها حمراء لتبدو تحركاتهم كأمواج البحر في مشهد يقف الشخص أمامه منبهراً عاجزاً عن الوصف.

خليل توكال أحد المشاركين في التظاهرة قال في تصريح خاص لـ"الأناضول": "تركيا تضم 81 محافظة ويوجد بها العديد من الجنسيات والأعراق، اليوم كل منّا نكّس الراية أو العلم الذي يعبّر عن توجهه وأيديولجيته ورفع علم البلاد عالياً لنكون يداً واحدة من أجل وطننا". 

من جهتها قالت فكرية إرهان إحدى المشاركات في التظاهرة "هذا العلم لم يعد رمزاً للدولة فقط، ولكنه بلونه الأحمر أصبح يذكّرنا بدماء الشهداء التي سالت وامتزجت بهذه الأرض لإفشال المحاولة الانقلابية.. العلم يمثل وطننا وشهداءنا وأولادنا ولذلك له مكانة خاصة في قلوبنا".

ومنذ ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت ليل 15 يوليو/ تموز، تشهد ميادين معظم المدن والولايات التركية، مظاهرات حملت اسم "صون الديمقراطية"، للتنديد بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، تلبية لدعوة وجهها أردوغان للجماهير، ومن المنتظر أن يكون تجمع "الديمقراطية والشهداء" الذي يقام في ميدان "يني قابي" اليوم تتويجًا لتلك المظاهرات بمشاركة الملايين.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف الشهر المنصرم، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!