ترك برس

تحوّل الدولار الأمريكي من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم يوم الأربعاء 17 آب/ أغسطس الجاري وأوقف انخفاضه أمام عملات الأسواق الناشئة. في حين حافظت الليرة التركية على موقعها أمام الدولار لتبدأ يوم الأربعاء عند 2.92 ليرة للدولار الواحد، وهو أعلى مستوى لها منذ محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو الماضي. وعلى الرغم من وصولها في 10:30 صباحًا إلى 2.9387، فإنها وصلت مع اقتراب إغلاق الجلسة إلى 2.9340، مُظهرةً خسائر مُتواضعة بالمُقارنة مع عُملات الأسواق الناشئة.

افتُتِحت كذلك سوق الأسهم التركية يوم الأربعاء عند مستوى أعلى بقليل من يوم الثلاثاء، وسط أنباء عن ارتفاع محتمل للفائدة من قبل الخزينة الفدرالية الأمريكية في أيلول/ سبتمبر المقبل.

وارتفع مؤشر بورصة إسطنبول "بيست 100" (BIST-100) المؤشر القياسي للبلاد بنسبة 0.12 بالمئة (تُعادل 92.01 نُقطة) ليصل إلى 99,799.14 عند افتتاح الجولة اليومية يوم الأربعاء، بعد خسارته بنسبة 0.98 بالمئة يوم الثلاثاء.

في هذه الأثناء تعرّضت عُملات الأسواق الناشئة إلى هزّة بعد تصريحات مسؤولين في الخزينة الفدرالية الأمريكية حول الفائدة، ليصعد الدولار 0.23 بالمئة أمام سلّة من العُملات.

وخسر الروبل الروسي 0.4 بالمئة أمام الدولار مدفوعًا بمبيعات كبيرة من النفط إلى أقل من 49 دولار وسط شكوك باحتمال موافقة المُنتجين على خفض الإنتاج.

كما انخفضت الأسهم الروسية من الأرقام القياسية التي سجّلتها يوم الثلاثاء، مسجّلة خسارة بقيمة 0.6 بالمئة بعد انخفاض حصص منتج النّفط "باشنيفت" (Bashneft) حوالي 15 بالمئة بعد التأجيل غير المتوقع لخصخصته.

وخسرت الهيرفانا الأوكرانية 0.8 بالمئة أمام الدولار، في واحدة من أكبر الانخفاضات منذ منتصف شهر أيار/ مايو الماضي، وانخفضت حصصها بنسبة 0.2 بالمئة إلى أقل قيمة منذ نهاية حزيران/ يونيو الماضي مع انخفاض حدّة التوتر مع روسيا.

وانخفضت كذلك قيمة اليوان الصيني، في حين انخفض الون الكوري الجنوبي 1.3 بالمئة، والراند الجنوب أفريقي 0.1 بالمئة.

وسجلت عملات الأسواق الناشئة عمومًا انخفاضًا أمام اليورو، مع خسارة الزلوتي البولندي والفورنت الهنغاري حوالي 0.2 بالمئة.

لم تتزحزح أسواق وول ستريت عند افتتاحها، في حين صارعت الأسواق الأوروبية مع انخفاض مؤشر "أف تي أس إي 100" لكبرى المؤسسات في بورصة لندن وبورصة الأوراق المالية في فرانكفورت "داكس" ومؤشر "كاك 40" في باريس بين 0.2 بالمئة و1.1 بالمئة مع تراجع آسيا عن سنة كاملة من الارتفاعات في ليلة وضحاها.

ومن جانب آخر، توقفت سلسلة ارتفاعات النفط لخمس أسابيع مع مضاعفة استعراض الدولار لعضلاته الشكوك عمّا إذا كانت المحادثات المقبلة بين كُبرى الدول المصدرة للنفط ستتمخض عن إجراءات صارمة لكبح جماح التضخم في الإنتاج.

ويرى لاري هاثوي رئيس مجموعة محافظ متعددة الأصول في شركة غام لإدارة الأصول العالمية (GAM) أن الانتباه كان مُنصبًّا على محاضر اجتماع الخزينة الفدرالية وبالتحديد سبب انتهاء الاجتماع الأخير ببيان حذر على نحو ملحوظ.

ويضيف هاثوي: "لم تكن بريكسيت هي من جذب الانتباه. ولا يتعلق الأمر بالاقتصاد العالمي الذي ليس في وضع جيد لكنه تطور قليلًا عن الربع الأول الذي كانت تسوده مخاوف، ولم يكن الأمر بالتأكيد متعلقًا بتكلفة رأس المال... لذلك يُفترض أن يعكس الحذر عملية تفكير عن توازن أقل لمعدل الفائدة الحقيقي... أو ربما حقيقة أن التضخم لا يتسارع، الأمر الذي عزّزته بيانات مؤشر أسعار المستهلك الصادرة أمس".

ومع تراجع الأسهم بخسارة في الجلستين الأخيرتين، فقد زاد تفضيل السندات. وتوجت عوائد سندات الخزينة الأمريكية لأجل عامين ارتفاعًا لثلاث أسابيع بوصولها إلى 0.758 بالمئة، لكنها فشلت في الوصول إلى الذروة التي بلغتها في تموز الماضي وهي 0.778 بالمئة، واستقرّت عند 0.750 بالمئة.

وانخفضت العوائد الأوروبية 2-4 نقاط أساسية مع اندفاع السندات الإسبانية قبل اجتماع قد يمهّد الطريق لحكومة جديدة في مدريد بعد 8 أشهر من حالة عدم اليقين في البلاد.

ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء المؤقت ماريانو راجوي اجتماعًا لحزبه حزب المحافظين الشعبية للنظر في عرض الإصلاح من أجل الداعم المُقدّم من مُنافسيه من المواطنين من الوسط.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!