ترك برس

رأى خبراء سياسيون وعسكريون روس، أن رئيس بلادهم فلاديمير بوتين لن يُغامر مرتين في علاقاته مع تركيا، مشيرين وأن هناك تنسيق غير علني قائم بين أنقرة وموسكو في سوريا، مرجّحين إمكانية قيام الحكومة الروسية بتقديم تنازلات لنظيرتها التركية.

ونقلت الجزيرة نت عن المحلل السياسي بمعهد كارنيغي "ألكسي مولوشينكو، قوله إن بوتين لن يغامر مرتين في علاقاته مع أنقرة، مضيفًا: "بالطبع موسكو لا تستطيع الترحيب بما يقوم به الأتراك، لذلك تفضل على ما يبدو الحديث عن ذلك بهدوء، وهو موقف حكيم في ظل الظروف الراهنة".

ويؤكد المحلل السياسي الروسي أن الحديث سابقا كان يدور عن عقاب أنقرة للإهانة التي ألحقتها بروسيا بإسقاط طائرتها الحربية، أما الآن فالأمر مختلف تماما، فتركيا تملك الحق باتخاذ الخطوات التي تجدها ملائمة لا سيما وأن غالبية الخلافات بين البلدين تم حلها.

وبحسب الجزيرة نت، فإن خبراء عسكريون وسياسيون روس يرون وجود ضبط كبير للنفس من قبل موسكو في انتقاداتها للتدخل العسكري التركي في شمال سوريا، حيث إنها اكتفت بترديد عدم ترحيبها بالتدخل التركي دون موافقة من قبل دمشق على ذلك، مع الإدلاء ببعض الانتقادات، وبذلك يرون أن كل ما يحدث الآن على الأرض في سوريا تم الاتفاق عليه مسبقا بين بوتين وأردوغان.

وفي هذا الشأن، رجح الخبير العسكري إيفغيني بوجينسكي إمكانية قيام موسكو بتقديم تنازلات لأنقرة من خلال غض الطرف عن محاربة تركيا للأكراد في شمال سوريا مقابل إغلاق الحدود معها، خاصة وأن روسيا تعارض تقسيم سوريا بأي شكل من الأشكال، وهو أيضا ما لا تريده أنقرة التي تخشى توحد أكراد سوريا وتركيا والعراق في دولة واحدة، وفق بوجينسكي.

من جهته، يشير الخبير العسكري والكاتب في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" فلاديمير موخين إلى وجود تنسيق غير علني قائم بين روسيا وتركيا، مستبعدًا دخول ولو دبابة تركية واحدة الأراضي السورية دون إذن مسبق على ذلك من قبل موسكو وفق قوله، وأشار إلى اصطحاب أردوغان لرئيس هيئة الاستخبارات خلال زيارته الأخيرة إلى مدينة سان بطرسبورغ.

وبخصوص مكافحة "الإرهاب" التي اتفق عليها الجانبان، فإنها تبقى -وفق مراقبين- ذريعة لتحقيق المصالح والأهداف المشتركة، مع استبعاد خبراء عسكريين روس إمكانية تنفيذ عملية عسكرية مشتركة بين موسكو وأنقرة بسوريا لأن كل طرف سيحارب بطريقته ووفقا لمصالحه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!