ترك برس

استقبلت مدينة نيويورك قادة العالم في الاجتماع الدوري الحادي والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي خصص هذا العام لمناقشة أزمة اللاجئين تحت إطار "أهداف التنمية المستدامة".

وحضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برفقة وفد واسع مكون من صحفيين ودبلوماسيين، رافقته الصحفية والباحثة التركية "سربيل تشفيك جان" ونقلت مشاهداتها في مقالها بصحيفة ملييت "أسباب أدت لتغيير الرؤية الأمريكية".

ذكرت تشفيك جان أن اجتماع الجمعية العامة تناول مسألة اللاجئين، والتنمية المستدامة، والأزمة السورية، والتغير المناخي، وقمة العالم الإنسانية، مشيرة إلى أنها كلها تخاطب تركيا بشكل مباشر، لذلك حدد الرئيس التركي موقف تركيا تجاهها، ووجد أول فرصة لإعلان التهديد الإرهابي الخطير الذي شكلته جماعة غولن على تركيا إبان محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو.

وأشارت تشفيك جان إلى أن الاهتمام الدبلوماسي العالمي بتركيا كان ملحوظًا، وذلك بسبب العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في سوريا إضافة إلى القدرة الكبيرة التي أظهرتها تركيا في صد انقلاب كان يستهدف الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا، مضيفة أن بعض قادة الغرب اعتقدوا أن تأخّر الدعم الدبلوماسي والإعلامي للديمقراطية التركية دفع تركيا إلى انتهاج أسلوب خشن نحوها ولا عتاب في ذلك.

وفي سياق متصل، ذكرت تشفيك جان أن استطلاعًا للرأي أظهر أن 55% من المسؤولين الأمريكيين الفاعلين يعتقدون أن من يقف وراء الانقلاب هي جماعة غولن ويلومون الإدارة الأمريكية في تأخّر اعتراضها على محاولة الانقلاب، موضحةً أن هذه الفئة تسعى إلى إعادة توطيد العلاقات التركية الأمريكية، وبدا ذلك جليًّا من خلال زيارات الوفود الأمريكية المتكررة لمقر إقامة أردوغان، إلا أنها في الوقت نفسه ليست كافية لإعادة العلاقات التركية الأمريكية إلى مجراها المعهود، فالقيادة التركية تنتظر من أمريكا تسليم غولن تعبيرًا عن نيتها الحقيقية للحفاظ على علاقات متينة مع تركيا.

ووفقًا لتشفيك جان، فإن إعادة تركيا لعلاقاتها مع إسرائيل وروسيا عامل مهم في زيادة حرص الإدارات الأمريكية والغربية على الحفاظ على مستوى جيد من العلاقة مع تركيا، مشيرة إلى أن الوفد الروسي كذلك أظهر رغبة شديدة بلقاء الوفد التركي، وذلك بسبب نجاح الجيش التركي في تحركه العسكري ضد داعش.

كانت المسألة الأساسية التي تناولتها الأطراف المجتمعة هي قضية تحرير الرقة من أيدي داعش، فأمريكا تُبدي استعدادها التام ولكن دون عرض أي صيغة مدروسة، وعلى صعيد آخر، تحرص روسيا على أن تتم العملية في إطار التنسيق معها، وهذا ما جعل لتركيا رصيدًا كبيرًا من اللقاءات.

ويذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ركّز في خطابه على بطولة الشعب التركي وخيانة جماعة غولن وتجاهل الغرب لصرخات الشعب السوري المكلوم وهيكلية الأمم المتحدة التي رأى أنها "هرمة ولا بد من تغييرها".

وبالرغم من سعي الإدارة الأمريكية إلى التقارب مع تركيا، للحد من تقاربها مع روسيا، إلا أن خطاب أردوغان شديد اللهجة أثار امتعاضًا شديدًا لدى الأمريكان، لا سيما في ظل رفضه لتحكم 5 دول بما فيها أمريكا بمستقبل الأمن والسلم الدوليين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!