ترك برس

قال الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، إن تركيا تتوجس ريبة من الوجود الأمريكي في الشمال السوري، ولا تثق على الإطلاق بسياسات واشنطن ووعودها، مشيرًا أن موقف الإدارة الأمريكية من الثورة السورية يميل إلى مساندة النظام السوري بشكل أو آخر.

وأوضح ياشا، في مقال بصحيفة "عربي21"، أن الولايات المتحدة الأمريكية وعدت تركيا بانسحاب ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي من مدينة منبج إلى شرق الفرات بعد تحرير المدينة، إلا أنها لم تف بوعدها حتى الآن، مبينًا أن أن أنقرة تدافع منذ فترة طويلة عن حل مشاكل المنطقة بتفاهم أطرافها المعنية بمساعدة اللاعبين الإقليميين بعيدا عن التدخل الخرجي.

وأشار إلى أن من يعتقد أن أنقرة ترغب في مشاركة القوات الأمريكية في قتال تنظيم "داعش" ضمن عملية درع الفرات يقع أسيرا لأوهامه، مُشدّدا أن الأتراك يعتقدون أن واشنطن تحمي حزب العمال الكردستاني وذراعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي على وجه الخصوص، وتقدم إلى ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي جميع أنواع الدعم، الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لأمن تركيا الوطني.

وفيما يتعلق بعملية "درع الفرات"، قال ياشا إن ما تحقق منذ انطلاق العملية قبل حوالي شهر حتى اليوم يعتبر نجاحا كبيرا، إلا أن العملية لم تحقق بعدُ جميع أهدافها، مضيفًا: "من أهم تلك الأهداف، الحيلولة دون سيطرة ميليشيات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، على مزيد من المناطق غرب نهر الفرات لتواصل تمددها نحو البحر الأبيض المتوسط، وهذا الهدف لا يمكن أن يتحقق إلا بتحرير مدينة الباب من تنظيم "داعش" قبل تسليم هذا الأخير المدينة إلى تلك الميليشيات المدعومة من واشنطن".

ورأى ياشا أن موقف واشنطن من الثورة السورية منذ اندلاعها مريب، بل ويميل إلى مساندة النظام السوري بشكل أو آخر، وفي أحدث مثال لانحياز الإدارة الأمريكية للنظام السوري، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن البيت الأبيض عمل بشكل سري الأسبوع الماضي لعرقلة مذكرة بالكونغرس تفرض عقوبات على الأسد لجرائمه ضد الانسانية ووحشيته ضد شعبه.

وبالتالي، يحق لفصائل الثورة السورية أن تتوجس ريبة من القوات الأمريكية وأجندتها وأن ترفض مشاركتها في معركة الثوار ضد تنظيم "داعش" الإرهابي والنظام السوري وحلفائه.

وتابع الكاتب التركي: "هناك مصالح مشتركة تجمع تركيا وفصائل الجيش السوري الحر للقتال معا ضد تنظيم "داعش"، مثل إقامة منطقة آمنة، والحفاظ على وحدة سوريا، وإفشال مخططات التقسيم، وعدم وقوع المناطق المحررة بيد حزب العمال الكردستاني.

كما أن التحديات الكبيرة التي تواجهها تركيا والثورة السورية تفرض على الطرفين التعاون والمناورة في المساحة المتاحة لصالح مصالحهما المشتركة، في ظل النظام العالمي الحالي الذي يعطي الإدارة الأمريكية -للأسف- حقا في أن تحشر أنفها في منطقتنا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!