ترك برس

دعا المستشار السابق في جهاز الاستخبارات الوطنية التركي علوي ساران إلى تشكيل وكالة أمن قومي تركية تتولى التنسيق بين أجهزة الأمن، وذلك في مقاله على موقع الجزيرة ترك "جهاز الاستخبارات الوطني والتنسيق الاستخباراتي".

وفي خضم الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تركيا في الفترة الماضية، ظهر حديث عن وجود ضعف استخباراتي، خاصة بعد تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بذلك إبان محاولة الانقلاب في منتصف تموز/ يوليو الماضي، الأمر الذي عزاه خبراء إلى ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية.

وذكر ساران أن محاولة الانقلاب التي علم بها جهاز الاستخبارات قبل 4 ساعات فقط من موعد تنفيذها، كان ينبغي إجهاضها منذ اللحظة الأولى في حال وجود تعاون أمني استخباراتي وثيق بين أجهزة الشرطة والاستخبارات وغيرها من المؤسسات الأمنية.

وأفاد ساران بأن جهاز الاستخبارات ليس جهازًا أمنيًا يقوم بالعمليات الخاصة بل هو مؤسسة تتولى تجميع المعلومات من مصادر متعددة فقط، مشيرًا إلى أن جهاز الاستخبارات التركي يشتت تركيزه اليوم بين العمليات الأمنية والاستخباراتية، في حين أن مهمته الرئيسية هي الحفاظ على وحدة الوطن وجمع المعلومات للحيلولة دون تمكن الإرهابيين والعابثين من تخريب الأمن والاستقرار.

ورأى ساران أن خضوع الاستخبارات للسيطرة العسكرية لسنوات طويلة، وحصر مهامها بمراقبة الأفراد المدنيين في تركيا أكثر من مراقبة الحدود والتهديدات الخارجية، ودفعه للقيام بعمليات أمنية، أثر بشكل سلبي جدًا على فهم جهاز الاستخبارات لمهامه الأساسية وقدرته على القيام بها، إلا أن حزب العدالة والتنمية عمل منذ توليه السلطة في عام 2002 أعاد هيكلته وربطه بقيادة مدنية وهي رئاسة الوزراء، إلا أن استمرار الجهاز بالقيام بأداء مهام أمنية حال دون تحوله التام لمؤسسة تهتم بجمع المعلومات فقط.

 

وذكر أن الاعتماد على المدنيين الأقدر على التحليل والتعامل مع المعلومات أفضل من التعامل مع ذوي الخلفية العسكرية الذين يتسمون عادة بالاستعجال والتهور اللذان يتناقضان مع العمل الاستخباراتي.

وأضاف أن عصر التكنولوجيا والمعلومات سهل الطريق للكثير من المجموعات الموازية للدولة تأسيس جهاز استخبارات مستقل وعملي ومحمي، وفي ظل هذه التحديات لا يجد جهاز الاستخبارات التركي بدًا من التعاون مع أجهزة الاستخبارات الأخرى بحذر لتبادل المعلومات الاستخباراتية، لا سيما بعد انقطاع عمليات التبادل جراء التوتر الذي ظهر بين الحكومة التركية وبعض الدول.

وفرّق ساران بين قيام جهاز الاستخبارات بمهام تكتيكية مثل التنصت والمراقبة وبين قيامه بمهام استراتيجية أعمق مثل تحليل المعلومات وتقييمها، واصفًا العمل الاستخباراتي بأنه استراتيجي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!