ترك برس

بإشراف كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقعت الحكومتين التركية والروسية على اتفاقية مشروع خط الغاز الطبيعي "السيل التركي"، لنقل الغاز الروسي إلى القارة الأوروبية عبر الأراضي التركية، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بينهما أمس الاثنين، على هامش اللقاء الثنائي الذي جمعهما إسطنبول، والتي يزورها الرئيس الروسي للمشاركة في مؤتمر الطاقة العالمي.

ويعدّ مشروع السيل التركي من أضخم المشاريع الاقتصادية بين البلدين، إذ بدأ الجانبان بالحديث عن تنفيذه في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2014، عندما أجرى بوتين زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، وصرح الزعيمان حينها بأنّ تنفيذ المشروع سيبدأ في عام 2016.

وعقب استياء العلاقات بين روسيا وأوكرانيا التي كانت بدورها معبراً للغاز الطبيعي الروسي إلى دول القارة الأوروبي، بدأت موسكو بالبحث عن طرق بديلة لتصدير غازها إلى أوروبا، ووجدت ضالتها في مشروع السيل التركي.

ويبدأ مشروع خط أنابيب السيل التركي من الأراضي الروسية ويعبر أسفل قاع البحر الأسود، ليدخل الأراضي التركية عبر ولاية قرقلار إيلي الشمالية الغربية ومن ثمّ إلى الأراضي اليونانية التي ستكون خزاناً للغاز الروسي عند نهاية المشروع.

ويتكون المشروع الضخم من 4 أنابيب تصل القدرة الاستيعابية للواحدة منها إلى 15 مليار و750 متر مكعب من الغاز الطبيعي، ويبلغ طول المشروع ألف و117 كيلو متر، 910 كيلو متر تحت قاع البحر الأسود و260 كيلو متر فوق سطح الأرض.

ويتوقع أن تضخ روسيا عبر هذا المشروع قرابة 63 مليار مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، حيث من المقرر أن تأخذ تركيا قرابة 14 مليار متر مكعب من هذه المادة سنوياً، ويتم ضخ الكمية المتبقية (49 مليار متر مكعب) إلى دول القارة الأوروبية.

وتتكفّل شركة غاز بروم الروسية بإنشاء القسم الذي يعبر من أسفل قاع البحر الأسود بمفردها، فيما سيتم إنشاء القسم العابر للأراضي التركية بالتشارك بين الدولتين، في حين يُنتظر أن تصل التكلفة الإجمالية للمشروع قرابة 19 مليار دولار أمريكي.

وبموجب الاتفاق المبرم بين أنقرة وموسكو، أعلن رئيس شركة غاز بروم ألكسي ميللر في أيار/ مايو عام 2015 عن بدء الطرفين التركي والروسي بإنشاء المشروع، غير أنّ حادثة إسقاط المقاتلة الروسية التي انتهكت الأجواء التركية أدت إلى توقف العمل بالمشروع.

واستمر الوضع على هذا الحال إلى يوم أمس الاثنين، حيث وقّع كل من أردوغان وبوتين على اتفاقية تفعيل المشروع مجدداً.  

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!