ترك برس

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده ستشارك في عملية تحرير الموصل من تنظيم داعش وأن على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن يلزم حدّه.

وذكر أردوغان في كلمة له خلال اجتماع مجلس الشورى الأوراسي الإسلامي التاسع في إسطنبول يوم الثلاثاء أن بلاده ليست لديها مطاع في أرض أي بلد آخر ولا تخطط للسيطرة على أي بلد.

وأكّد أن بلاده لا يمكن أن تظل متفرجة حيال ما يحدث في العراق وأن تصم آذانها لدعوات الأشقاء من أبناء الشعب العراقي، مضيفًا أن تركيا التي لها حدود بطول 911 كم مع سوريا و350 كم مع العراق لا يجوز أن يُقال إنه لا يمكنها التدخل لمواجهة الخطر هناك.

كما أشار أردوغان إلى أن الجيش التركي لم يفقد قيمته حتى يأخذ تعليماته من رئيس الحكومة العراقية وسيواصل عملياته في بعشيقة، مضيفًا: "البعض يقول لنا أنتم لستم بمستوانا! وأنا أقول لرئيس الحكومة العراقي "الزم حدودك... نحن سنفعل ما نشاء وعليك أن تعلم ذلك وتلزم حدّك أولًا".

وأوضح أردوغان في تعليقه على حديث العبادي: "إنه يسيء إلي، (وأقول له) أنت لست ندًّا لي ولست بمستواي وصُراخك في العراق ليس مهمًا لنا على الإطلاق".

وفي سياق متصل، أكد أردوغان أن بلاده تعمل على مكافحة الإرهاب في الدول المجاورة وأنها ليست بحاجة إلى إذن من أحد حتى تقوم بذلك، مضيفًا أن التنظيمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني بي كي كي وتنظيم داعش تقتل الناس في كل مكان فيما تتهم الإدارة العراقية تركيا بإجحاف.

وأشار الرئيس التركي إلى أن الحكومتين السورية والعراقية تدّعيان مكافحة الإرهاب وكأنّهما نسيتا قتلهما لمئات الآلاف من المدنيين بشكل بشع.

وأكّد أردوغان أن بلاده عاشت مع شعوب المنطقة مئات السنين وشاركتهم في السراء والضراء ولا تعمل سوى على حماية أمنها.

وفي سياق آخر، أشار أردوغان إلى أن العالم الإسلامي لا يعاني فقط من الإرهاب، وإنما من محاولة التقسيم بذريعة الإرهاب، مبينا أن "محاولة التدخل الأجنبي بذريعة محاربة الإرهاب تجعل مجمعاتنا عرضة للفتن".

وأكّد الرئيس التركي أنه لا يعترف بدين سُني أو شيعي "لأن ديني الحقيقي هو الإسلام، بذور الفتنة التي يتم زرعها في العالم الإسلامي نحصدها من دماء المسلمين"، مضيفا: "يجب أن نعمل على حل المشاكل عن طريق التسامح والتعاون".

وتابع أردوغان: "هناك عمليات إرهابية تنفذها مجموعات دينية في كل مكان بالعالم ولكن إذا كان المرتكب غير مسلم لا يسمونها عملية إرهابية، ولا يتحدثون عن الإرهاب اليهودي والبوذي والملحد".

ودعا أردوغان علماء الدين والسياسيين إلى تحمل المسؤولية من أجل حل مثل المشاكل التي تعصف بالأمة الإسلامية، مضيفًا أن الأزمات تعيشها الأمة تدفع إلى خلق نهضة جديدة في العالم الإسلامي، داعيًا الأمة الإسلامية إلى التمسك بالإسلام الصحيح من أجل صناعة المستقبل.

واستطرد أردوغان قائلًا إنه بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ظهرت خلافات في الأمة، يجب تجاوزها وصنع مستقبل للأمة كلها، مضيفًا: "يجب علينا أن نعمل في إطار التسامح مع الاختلافات، ومن يمارس الإرهاب يعاني من مشكلة في عقيدته".

وتابع قائلًا: "الإسلام يرى أن روح إنسان واحد ثمينة جدًا، وإذا كان داعش الإرهابي يقتل النّاس فإن تنظيم غولن أيضًا قتل الناس في البلاد"، داعيًا علماء المسلمين إلى الانتباه إلى الفساد في العقيدة والسلوك، داعيا إلى العمل في إطار الدين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!