ترك برس

استخدمت جماعة فتح الله غولن تطبيقات خاصة في المراسلات بين عناصرها، ومن أبرز هذه التطبيقات تطبيق "باي لوك"، وكذلك تطبيق "إيغل".

وجرت نقاشات وجدال واسع حول هذين التطبيقين، حيث اعتقل العديد من الأشخاص بسبب ثبوت استخدامهم لهما، وخرجت أحاديث تقول: إن هناك 10 بالمئة من المعتقلين هم ضحايا لهذين التطبيقين وأنهم ليسوا على علاقة بجماعة فتح الله غولن، ولذلك نضع بين أيديكم هنا المعلومات التقنية والتفصيلية حول هذين التطبيقين:

هل يستطيع عامة الناس استخدام تطبيق "باي لوك"؟

كلا، لا يستطيع أحد استخدام هذا التطبيق إلا بوجود "مرجعين اثنين له"، وحتى لو استطاع أحدهم تنزيل التطبيق على هاتفه، فلن يستطيع فتحه أو استخدامه إلا من خلال وجود "مرجعين" له من جماعة غولن، كما لا يُمكن استخدام التطبيق إلا بعد تغيير إعدادات عنوان بروتوكول الإنترنت باستخدام برامج "في بي أن"، وعند إضافة أرقام "مرجعين" اثنين يحصل عليهما المستخدم من الجماعة، حتى يستطيع حينها تشغيل البرنامج وبدء عملية المراسلة.

كيف يجد المستخدمون بعضهم البعض؟

إن ذلك يعتمد على مفهوم راسخ لدى جماعة غولن، والذي يتمثل في "ضرورة عدم تعرف الجميع على الجميع" لدواع أمنية، وبالتالي فإن كل شخص باستطاعته التواصل مع "المرجعين" اللذين أضافاه، ومع الأشخاص "المتعلقين" بهما. كما يمكن فتح "مجموعات" تضم عددا من المستخدمين كما هو الحال في تطبيقات المراسلات الأخرى. من جهة أخرى، يستخدم المستخدمين جميعهم لهذا التطبيق أسماء وهمية ومستعارة.

هل الرسائل مشفرة؟

 نعم، الرسائل كلها مشفرة، وتختفي تلقائيا بعد ثلاثة أيام، لكن الجماعة قامت بإنشاء نسخة احتياطية للمراسلات جميعهم، من أجل الاحتفاظ بها في أرشيفهم، كما تفعل في تعاملها داخل بقية أجهزة الدولة.

هل وصل جهاز الاستخبارات لهذا الأرشيف؟ ومتى كان ذلك؟

نعم، استطاع جهاز الاستخبارات التركي الوصول إلى أرشيف كل المراسلات التي تمت عبر تطبيق "باي لوك"، وذلك في منتصف سنة 2015، وتوصل جهاز الاستخبارات إلى أن "الخادم" أو "الخادم الذي حفظ عليه الأرشيف يتواجد في ليتوانيا، حيث قام بعملية نسخ شديدة البطء لهذا الأرشيف حتى لا يتم اكتشاف الأمر. وبعد شهر من اكتمال سحب كل الأرشيف، اكتشفوا اختراقا للخادم، وقاموا بإغلاقه وإغلاق التطبيق، وحصل جهاز الاستخبارات على أكثر من 18 مليون رسالة مشفرة في هذا الأرشيف.

هل نجح جهاز الاستخبارات بفك شيفرة الرسائل؟ ولماذا لم يتحرك قبل 15 تموز/يوليو؟

استطاع جهاز الاستخبارات فك معظم شيفرة تلك الرسائل، وتوصل إلى هوية 40 ألف شخص استخدم هذا التطبيق، وهم موزعون في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة، وقد أوصل جهاز الاستخبارات هذه المعلومات للجهات المختصة بكل مؤسسة، حيث أن بعضهم بدأ العمل عليها. وكان آخر الأسماء التي سيتم تطهيرها هي الأسماء المتواجدة في مجلس الشورى العسكري في الاجتماع الذي كان مقررا إجراؤه في شهر آب/أغسطس، إلا أن الانقلاب حدث قبل ذلك.

هناك من يدعي أنه ظلم ولم يستخدم هذا التطبيق وإنما استخدمه أناس آخرون على نفس شبكة "الواي فاي"، هل يمكن التأكد من صحة ذلك؟

هؤلاء محقون جزئيا، لأنه من الممكن أن يكون مستخدم الانترنت شخص آخر غير الذي استخدم التطبيق، وهناك بعض الأشخاص استخدموا أرقام هاتف مغلقة لأناس سابقين، وبالتالي قد يظهرون على أنهم استخدموا التطبيق. لكن يمكننا بسهولة التحقق من ذلك، عن طريق تاريخ الرسائل وتوقيتها، والتأكد من توافقها مع معلومات أخرى من جهاز الشرطة، ووتجدر الإشارة إلى أن نسبة التوافق إلى حد الآن مرتفعة، كما أن عدد الذين كانوا "ضحايا" لهذا التطبيق لم يتجاوز 1 بالمائة ممن تم إلقاء القبض عليهم.

هل تم استخدام تطبيق "باي لوك" ليلة 15 تموز/يوليو؟

كلا، لم يتم استخدام التطبيق، لأنهم أغلقوا "الخادم" في ليتوانيا في بداية سنة 2016، وذلك بعدما أدركوا أنه تم نسخ كل المراسلات

كم عدد مستخدمي التطبيق؟

تم الكشف عن جميع مستخدمي التطبيق، حيث تم تحميله 230 ألف مرة، من هؤلاء 215 ألف مستخدم "فردي"، و15 ألف مستخدم مكرر، بمعنى انه استخدمه على كل من جهازه الجوال وعلى الجهاز اللوحي، وقد تم تزويد أجهزة الدولة بأسماء وأرقام 165 ألف شخص، وهم الآن متهمون بالانتماء لمنظمة غولن.

ماذا عن تطبيق "إيغل"؟

هذا التطبيق يعمل على خادم جوجل، ويظهر بغلاف "جي مايل"، وقد استخدمته جماعة غولن للمسؤولين و"الإخوة الكبار" القادمين من الخارج. وتتمثل ميزة هذا التطبيق في أنه يعمل على أجهزة جوال يتم إحضارها من الخارج، ولا يكون فيها شريحة اتصال، وبالتالي لا يتم تسجيل هذه الأجهزة في تركيا، ويصعب تعقبها.

متى استخدمت الجماعة هذا التطبيق؟

استخدمت جماعة غولن تطبيق "إيغل" بعد إغلاقها لخادم تطبيق "باي لوك"، يعني في بداية سنة 2016، حيث يعمل بنفس آلية تطبيق "باي لوك"، ويستطيع الوصول إلى الانترنت دون وجود شريحة اتصال. وقد استخدم أيضا ليلة الانقلاب، وإلى الآن يوجد حوالي 50 ألف مستخدم فاعل يستخدم التطبيق.

هل تم اختراق الجدار الأمني للتطبيق والوصول إلى المعلومات فيه؟

لم تستأجر جماعة غولن خادما خاصا هذه المرة، وإنما استخدمت خادمات "جوجل"، وبالتالي دخلت تحت حمايتها، كما استخدمت أنظمة تشفير عسكرية. ومع ذلك، استطعنا الوصول إلى بعض المستخدمين لهذا التطبيق، وقد كانوا من المستخدمين أيضا لتطبيق "باي لوك".

هل تم التأكد من أنّ هذا التطبيق خاص فعلا بجماعة غولن فقط؟

نعم، حسب المعلومات المذكورة أعلاه، وحسب معطيات أخرى، فإن هذا التطبيق خاص فقط بجماعة غولن، ويظهر على أجهزة الجوال تحت شعار جي مايل، أو "واتساب" أو "تانغو"، لكن عند فتحه يفتح تطبيق مغاير هو "إيغل". ويتمثل الفرق بينه وبين "باي لوك" في عدم حفظ أي أرشيف للرسائل.

لماذا لم تستخدم جماعة غولن تطبيق "واتساب"؟

يتوقع البعض أنه على الجماعة استخدام تطبيق مثل "واتساب" في مراسلاتهم، كونه يعد برنامجا تطبيقا ثنائي التشفير، ولا يستطيع أحد باستثناء المرسل والمستقبل اختراق وقراءة الرسائل. في المقابل،  تستخدم جماعة غولن تطبيقات أخرى لأنها تريد أرشفة كل الرسائل بين عناصرها والاحتفاظ بها، لمراقبة أداء هذه العناصر وما تقوم به، ولذلك فهي لا تستطيع فعل ذلك في تطبيق "واتساب"، وبالتالي تستخدم تطبيقات خاصة بها.

لماذا استخدم بعض عناصر الجماعة تطبيق "واتساب" ليلة الانقلاب؟

لأن جماعة غولن لم تتح لعناصرها جميعهم الولوج إلى التطبيق خلال تلك الليلة. وقد حاول البعض منهم الوصول إلى التطبيق لكن "الأخ الكبير" أخبرهم أنه لا يمكن لهم استخدامه تلك الليلة، وبالتالي اضطر البعض لاستخدام تطبيق "واتساب" في مراسلاتهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!