سيفيل نوريفا - ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

يتضمن الهجوم الإرهابي الذي حدث مع بداية عام 2017 في ملهى ليلي في إسطنبول، يتضمن رسائل واضحة من حيث اختيار المكان والدولة.

اتخذت كل الدول إجراءات أمنية مشددة تجاه عمليات إرهابية متوقعة من الممكن أن تستهدف احتفالات بداية العام الجديد، ولذلك فإنّ اتخاذ تركيا كهدف لمثل هذه العمليات، وشكل وتوقيت وطريقة تنفيذ العملية الإرهابية الأخيرة، يشير الى أنّ داعش هو التنظيم الذي يقف خلف الهجوم الإرهابي الذي استهدف الملهى الليلي.

كانت الأوساط الأمنية تترقب احتمالية حدوث عملية تفجيرية او انتحارية، لكن تنفيذ هجوم مسلح وفتح النيران الرشاشة على المدنيين ثم الهرب من المكان، كان مخالفا لكل التوقعات، وهذا دليل على إمكانيات وقدرات التنظيم الإرهابي.

ومن المؤكد أنّ السبب الرئيس وراء هذا الهجوم، هو النجاحات التي تحققها تركيا في عملية الباب، ويشير هجوم الملهى الليلي إلى الجنون الذي قد يصيب تنظيم داعش في حال تخليص منطقة الباب ومناطق أخرى من سيطرته.

اليوم تركيا تواجه الإرهاب على الأرض وحدها، حيث تخلت عنها قوى التحالف، وتوجه أمريكا وتركيزها على منطقة الرقة في الوقت الذي تقود فيه تركيا عملية عسكرية في منطقة الباب، هو دليل واضح على ان أمريكا تريد إعاقة تركيا بصورة غير مباشرة.

ودلائل ذلك كثيرة، ومنها أن قوى التحالف لم تشن ان غارة خلال وصول عملية دراع الفرات التركية إلى منطقة الباب، وتنكر أمريكا للموقف التركي وإنكارها لرؤى ومقترحات تركيا الصائبة، هو أمر لا يمكن تفهمه.

تركيا تحارب داعش، في الوقت الذي بذلت فيه مجهودات كبيرة من أجل تحقيق وقف إطلاق شامل في سوريا، وهناك العديد من الأطراف التي تسعى إلى إفساد الهدنة ووقف اطلاق النار وخرقها، كي لا تتفرغ تركيا لتخليص منطقة الباب من يد داعش.

وما يتوجب على تركيا القيام به في ظل هذه الظروف، هو التمسك بموقفها، والعمل على تحقيقه مهما كلف ذلك، وفقا لمصالحها، وأهدافها السياسية، ورؤيتها للحل السياسي في سوريا. وعلينا أن نُدرك بأنّ الأطراف التي تتحكم خلف الكواليس، تسعى إلى سحب يد تركيا ونفوذها وتواجدها من المنطقة، وتعمل جاهدة من أجل نشر الفوضى وعدم الاستقرار داخل تركيا.

علينا الانتباه للأطراف التي تستهدف الحكومة التركية، وتحاول إيجاد أزمة بين الدولة التركية والمواطن التركي، لأنّ ذلك يؤثر كثيرا على سير الخطوات التي تتخذها تركيا وتتقدم خلالها، ولننظر إلى العمليات الإرهابية المماثلة التي استهدفت باريس وبرلين وإسطنبول، وبرغم تشابهها، وبرغم ان هذه الدول تعتبر نظريا "صديقة" لتركيا، لكنها لا تتعامل مع إرهاب حزب العمال الكردستاني بنفس الحساسية والحزم الذي تتعامل به مع إرهاب داعش.

كما أنّ جميع الهجمات الإرهابية، لم تثن تركيا على تكملة وإنشاء مشاريع عملاقة، وهذا من اسرار نجاح تركيا وقوتها، والتي تقول للعالم بأسره بانها تواجه الإرهاب لوحدها، ولكنها في ذات الوقت تقود مشاريع اقتصادية ضخمة.

تركيا ستتجاوز كل المصائب وستدفن الإرهابيين ومن يقف خلفهم، وعلينا أن نقف متحدين في وجه هذه التحديات من أجل مستقبل أبنائنا وأطفالنا، والنصر سيكون حليف تركيا في نهاية المطاف.

عن الكاتب

سيفيل نوريفا

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس