أوكان مُدرّس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

كنا في العطلة الأسبوعية الماضية مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، خلال زيارته لكل من "قيصري" و"كهرمان مراش"، وخلال تلك الجلسات لاحظنا الاهتمام البالغ لداود أوغلو بالاقتصاد، برغم كثافة المواضيع السياسية الراهنة، وبرغم أهمية الأحاديث الدبلوماسية الأخرى.

يُحضّر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو نفسه بشكل استثنائي للمشاركة في قمة العشرين، التي ستقام منتصف الشهر القادم في مدينة "بريسبان" الاسترالية، وبعد تلك القمة ستستلم تركيا رئاستها اعتبار من شهر كانون أول/ديسمبر القادم.

كما علمت، فإن رئيس الوزراء سيحاول خلال هذه القمة رسم سياسته الاقتصادية القادمة، من أجل تحقيق قفزة اقتصادية جديدة لتركيا، فحسب المعلومات التي حصلت عليها، يسعى رئيس الوزراء لتوضيح كيف أنّ تركيا حققت نجاحا اقتصاديا باهرا خلال الفترة من عام 2003 وحتى  2014، رغم كل المعيقات والمخاطر التي تعرضت لها البلاد.

كما ويريد داود أوغلو، التمهيد لرئاسة تركيا للقمة المقبلة، وحينها بدلا من شرح نجاحات تركيا الماضية، يسعى رئيس الوزراء لترك "أثر" ملموس في قمة العشرين العام المقبل، من خلال رسم خارطة طريق لاقتصاد "تركيا الجديدة".

البرنامج الاقتصادي الذي عرضه رئيس الوزراء عند استلامه لرئاسة الحكومة، والذي سمّاه " 25 برنامج تحوّل"، يهدف إلى تحسين الاقتصاد التركي وكذلك الاقتصاد الدولي، من خلال توزيع السلع، وإيجاد عامل اقتصادي مشترك بين دول العالم.

ويريد داود أوغلو تقديم رؤيته وبرنامجه الاقتصادي خلال قمة العشرين القادمة، ليكون بمثابة "وصفة تركية" لعلاج المشكلات الاقتصادية في الدول المتقدمة وفي الدول النامية على حد سواء.

هذه الرؤية تتضمن عناوين في مجالات شتى تريد تركيا أن تقدمها للعالم، تتضمن "تحسين وسط العمل والاستثمارات، وإصلاح سوق العمل، وتحسين نوعية الإيرادات العامة، وكفاءة وجودة الطاقة، وأساليب البحث والتطوير، وجودة التعليم، وعاملين مؤهلين، ونماذج للتعاون الدولي من أجل التنمية، ومفاهيم جديدة في استخدام الماء، وأهمية العائلة والنمو السكاني..."، وغيرها من المواضيع ذات الأهمية البالغة.

***

والموضوع الآخر الذي تحدث عنه داود أوغلو بصورة تفصيلية هو "استقرار الاقتصاد الكلي"، وهذا دليل على أنّ احمد داود أوغلو رجل اقتصادي بخلاف ما يعتقد البعض، وشرح لنا أنّ بداياته الأكاديمية تركزت حول دراسة السياسة الاقتصادية العالمية.

سيزور رئيس الوزراء البنك المركزي التركي خلال الأسبوع القادم، من أجل متابعة كل التفاصيل بصورة مباشرة، ولا شك أنّ معرفة رئيس البنك المركزي "إردم باشجي" الشخصية بداود أوغلو، ستسهل مهمة الرجلين، وكذلك المعرفة المتبادلة مع بعض أعضاء مجلس السياسة النقدية، هذه المعرفة التي بدأت أثناء الدراسة في الجامعة.

وهذا ما سيساعد رئيس الوزراء على التفاهم السريع مع العاملين في البنك المركزي، وسيسهل مهمته ومهمة البنك أيضا، حيث أنّ العاملين هناك سيتأقلمون بسرعة كبيرة مع رئيس الوزراء الجديد.

لا شك أنّ داود أوغلو يقف ضد سياسة الفائدة المعمول بها حاليا، فهو يرى أنّ "الفائدة حاضنة التضخم"، لذا سيكون له تأثير ملموس وملحوظ على هذا الموضوع، خلال فترة رئاسته، وربما لاحقا حال انتخابه رئيس للوزراء لفترة جديدة.

ما نستنتجه من كل هذا، أن الفترة القادم ستشهد توازنا بين "الميزانية، والتجارة الخارجية، والعمالة والسياسة الزراعية". وأنّ معدلات الفائدة ستستمر في الانخفاض على المدى القصير خلال المرحلة المقبلة.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس