ترك برس

تمكن فريق من الأطباء والمهندسين الأتراك في جامعة أولوداغ بولاية بورصة من ابتكار ألياف فاصلة معتمدين على تكنولوجيا نانو المتقدمة، من أجل منع التصاق أعضاء الجسم عقب إجراء العمليات الجراحية.

وذكرت وكالة الأناضول أن الباحثين القائمين على المشروع قالوا إن هذه الألياف شكَلت حلا بديلا ومبتكرا لمشكلة مهمة، وكثيرا ما تُشاهد في العمليات الجراحية، وتؤدي إلى كثير من المخاطر، تصل أحيانا إلى حد الوفاة.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قالت إسراء قاراجا، رئيسة المشروع: "نجح اعتمادنا على تكنولوجيا نانو المتقدمة في ابتكار علاج يسير، لظاهرة تهدد حياة كثير من البشر، دون إلحاق اي ضرر بجسم الإنسان".

وأضافت قاراجا التي تعمل أستاذة في قسم هندسة الأنسجة في جامعة أولودغ: "مشروعنا من أوائل الخطوات التي نُفذت على مستوى العالم في مجال استخدام أسطح ليفية دقيقة كحواجز لمنع التصاق الأعضاء".

وتابعت: "كثير من المؤسسات البحثية حول العالم بدأت في استخدام هذه النوعية من الأسطح الليفية بشكل متكرر في الآونة الأخيرة؛ لفعاليتها وتعدد فوائدها، فضلا عن تحللها في غضون أيام دون إلحاق أي ضرر بجسم الإنسان".

وأشارت قاراجا أن كل مريض يجري عملية جراحية في مختلف مواضع جسمه مُعرض بنسبة 90 بالمئة لظاهرة التصاق بعض أعضائه أو أنسجته لا إراديا، وقد تصل نتائجها إلى الوفاة.

وأضافت أن ظاهرة التصاق الأعضاء أو الأنسجة تُسبَب للمرضى انسداد معوي مع مرور الوقت، إلى جانب آلام مزمنة في المعدة، موضحةً أن على من يشعر بهذه الأعراض ممن خضعوا لعمليات جراحية حديثا أن يتوجه إلى المعاينة مرة أخرى ويجري عمليات جديدة لتلافي هذه الظاهرة.

ولفتت قاراجا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تجري اكثر من 400 ألف عملية لإزالة "التصاق أعضاء وأنسجة" في العام الواحد، مشيرة إلى أن الكثير من الجراحين الأتراك كانوا بأشد الحاجة إلى حل دائم لهذه المشكلة المتكررة، ما دفعهم للعمل على هذه الدراسة. 

الباحثة التركية أوضحت أيضا أنه من الممكن استخدام هذه الأسطح الليفية في أمور عديدة إلى جانب دورها كحاجز في منع التصاق الأعضاء مثل: غشاء للجروح وعمل أنسجة للأوعية الدموية، وأكدت أنه تم اختبار هذه الألياف على عدد من حيوانات التجارب قبل الإعلان عنها، وتم التأكد من خلوها من أي أعراض جانبية أو آثار سامة. 

وعن الدورالوظيفي الذي تقوم به هذه الألياف، قالت: "تحدث عملية الالتصاق بصفة عامة خلال الأسبوع الأول بعد العملية، وعند استخدام أنسجة الألياف الدقيقة، تقوم بوظيفة الحاجز بين الأعضاء خلال هذه الفترة وبعدها تتحلل من تلقاء نفسها دون إلحاق أي ضرر بالجسم".  

وأضافت: "تم التأكد من خلال عدة تجارب، من قدرة هذه الألياف على الحفاظ على وجودها وحيوتها خلال هذه الفترة، حتى نضمن عدم حدوث أي شكل من أشكال الالتصاق خلال الأسبوع الأول".

ولفتت قاراجا أنهم بدأوا في إجراءات تسجيل براءة اختراع مشروعهم الذي دعمته مؤسسة البحوث العلمية والتكنولوجية التركية (توبيتاك)، وتم بعقول وأيادي تركية 100 بالمئة. 

تجدر الإشارة أن اتحاد أولوداغ لمصدري النسيج منح القائمين على المشروع جائزة المركز الأول في مجال ابتكار الأنسجة الطبية والملابس التقنية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!