محمود أوفور- جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تدعي بعض الأطراف قبل كل عملية انتخابية أو استفتاء شعبي في تركيا بأنه "سيتم تزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها"، ولكن في الفترة الأخيرة انتشر ادعاء جديد يدّعي إعطاء الحكومة التركية للاجئين السوريين حق المشاركة في التصويت والانتخاب.

هناك من يصدق هذا الادعاء وينظر إليه بجدية. وحتى أن بعض الأطراف تقوم بعمليات تحليل سياسي من خلال فئة من اللاجئين من المُزمع إعطاؤها الجنسية التركية ولم يتجاوز عددها 20 ألف شخص.

برزت قضية "الناخب السوري" في الاجتماع المتعلق بانسجام واندماج اللاجئين السوريين في المجتمع التركي والذي تم في أنقرة بمشاركة مساعد رئيس الوزراء ويسي كايناك ورئيس الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث خالص بيلدان ورئيسة جمعية المرأة والديمقراطية سارة أيدن يلماز ومساعدتها سمية أردوغان بيركتار.

ومن أجل الحد من التكهنات في هذه القضية، أدلى نائب رئيس الوزراء بتصريح قال فيه: "لن يتم إعطاء الجنسية التركية للسوريين قبل إجراء الإستفتاء في 16 أبريل/ نيسان القادم".

لا أدري إن كان هذا التصريح يطمئن السياسيين الذين يحاولون استغلال هذه القضية لمهاجمة الحكومة، ولكن تم خلال هذا الاجتماع توقيع بروتوكول بين جمعية الديمقراطية والمرأة والهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث يبدو من الواضح أنه سيستجيب لتطلعات المرأة اللاجئة لاحتوائه على دراسة جدية ومعمقة لأوضاع اللاجئات في تركيا.

في وقت تكتفي فيه دول العالم بمشاهدة الحرب في سوريا التي تُعَدّ الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، تقوم تركيا باستقبال حوالي 3 مليون لاجئ سوري وحوالي نصف مليون لاجئ من دول أخرى كالعراق وأفغانستان وأفريقيا داخل أراضيها.

بالرغم من كل الصعوبات تقوم تركيا بالعمل على حل مشاكل هؤلاء اللاجئين، ولكن من جهة أخرى هناك العديد من المشاكل المتعلقة بمجالات عديدة ما زالت تواجه هؤلاء اللاجئين خصوصًا شريحتي النساء والأطفال منهم.

في البروتوكل المُوقع بين الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث وجمعية الديمقراطية والمرأة اتفق الطرفان على اتخاذ خطوات جدية في مدينتي إسطنبول وأنقرة من أجل إعادة التأهيل النفسي للنساء اللاجئات وجعلهن أعضاء فاعلين في المجالين الثقافي والاقتصادي في المجتمع. وفيما يتعلق بذلك قالت رئيسة جمعية الديمقراطية والمرأة الدكتورة سارة أيدن يلماز: "يوجد حوالي 450 ألف لاجئ في مدينة اسطنبول، ليست لدينا معلومات تفصيلية عن هؤلاء اللاجئين ولكن في السنوات الأخيرة ومن خلال دراساتنا وجدنا شريحة متعلمه وذات خبرة كبيرة بين النساء اللاجئات. يجب علينا توجيه هذه الشريحة والاستفادة من خبراتها بشكل جيد وإلا أضحت عنصرًا سلبيًا في المجتمع".

هناك قناعة مشتركة لدى المختصين في موضوع اللاجئين ترى أن حوالي 90% من اللاجئين سيعودون إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب في سوريا، بينما قد يبقى 10% فقط منهم داخل الأراضي التركية، لذلك يُجري هؤلاء المختصون دراسات تهدف إلى اكتساب من سيعودون إلى وطنهم كأصدقاء وحلفاء ومساعدة من سيبقى منهم من أجل الانسجام والاندماج في المجتمع التركي.

قالت نائبة رئيسة جمعية الديمقراطية والمرأة سمية أردوغان بيركتار خلال الاجتماع المنعقد في أنقرة بشأن الحرب في سورية: "إن هناك مهمة إنسانية تقع على عاتقنا في مواجهة الديكتاتورالذي يقتل شعبه، يجب علينا أن نقدم الدعم الدائم للاجئين، يجب أن نعطيهم الأمل بالمستقبل، ولا يجوز الحديث عن حقوق المرأة دون التطرق إلى قضية المرأة اللاجئة".

وتحدث رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث عن ضرورة التعاون في قضايا اللاجئين، حيث قال في كلمته: "تشكل النساء ما نسبته 50% من اللاجئين في الأراضي التركية، نحن بصدد التعاون مع جمعية الديمقراطية والمرأة من أجل جعل النساء اللاجئات أعضاء فاعلة في المجالين الثقافي والإقتصادي في المجتمع".

وفي كلمته قال نائب رئيس الوزراء ويسي كايناك: "المرأة هي الأكثر تأثرا بالأزمات أينما كانت، أرى أن من المناسب أيضا إضافة شريحة الأطفال إلى هذه الدراسة".

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس