بريل ديدي أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

العلاقات التفاعلية الأوروبية التركية، مصطلح جديد ابتدعه من يدّعون أن عملية التفاوض التركية من أجل عضوية الاتحاد الأوروبي ستزداد صعوبة، ومن يؤكدون أنها يجب أن تزداد صعوبة عقب الاستفتاء.

وما يعنيه المصطلح في السياقات المستخدم فيها هو أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي سيُعاد ترتيبها على أساس المصالح وليس القيم. المثير للاستغراب هو تعريف مفاوضات العضوية، التي هي بالأساس مبنية على المصالح المتبادلة، وكأنها حالة جديدة. وكأن الدول الأعضاء في الاتحاد اجتمعت حتى اليوم حول "القيم" فقط. إذا لم يكن هناك مصالح متبادلة لماذا تضطر الدول إلى إعادة بناء علاقاتها مع بعضها البعض؟

مفاوضات العضوية التركية مع الاتحاد الأوروبي أيضًا كانت مبنية على المصالح، كانت علاقة المصالح هذه متبادلة لفترة طويلة، لكن عدم تقدمها إلى ما بعد الاتحاد الجمركي، وامتداد المفاوضات على فترة زمنية طويلة، إضافة إلى سلسلة من الأسباب الأخرى جعل قضية المصالح في الآونة الأخيرة تتجه لصالح طرف واحد. ومن يدري فربما يكون المقصود من المصطلح الجديد هو الحديث عن مبدأ "الفوز للطرفين" في العلاقات التركية الأوروبية.

لكن المصطلح المذكور لا يُستخدم بنية حسنة إلى هذا الحد.

المقصود من تطوير علاقات مصالح متبادلة هو إقامة كل بلد من أعضاء الاتحاد الأوروبي علاقات اقتصادية ومالية وتجارية من خلال مفهوم ربحي، لكن دون أن يكون الهدف من العلاقات الوصول إلى عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.

وعند التحدث عن العلاقات التفاعلية يؤكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة عدم تناول "القيم" على أنها متغيرات. وهذا يشير بصراحة إلى حكم مسبق بأن تركيا لن تكون حتمًا دولة قانون ديمقراطية شفافة بعد تعديل الدستور.

وفي هذه الحالة يصبح معنى المصطلح إقامة العلاقات مع تركيا دون وضع شرط الديمقراطية. أي أنه استخدام ملطّف لعبارة "لندع تركيا على الباب كما في السابق لكن لنقم معها حتمًا علاقات مصالح".

قد لا تقيم تركيا أو الاتحاد الأوروبي علاقاتهما المتبادلة على أساس "القيم"، أو ربما لا يريدان ذلك. لكن المشكلة هي أن ضمان الفائدة المنتظرة من علاقة المصلحة المتبادلة هو التوافق على هذه "القيم". وإذا كان ما يفهمه الأطراف من هذه القيم مختلفًا، أو إذا كان لا يعني "التفاهم المتبادل" فإنه لن يكون من السهل استخدام "لغة مشتركة" حتى في الشراكات التي توفر مصلحة متبادلة.

هناك ناحية ثانية للقضية، وهي أن مصطلح "التفاعلية" المستخدم من أجل العلاقات الأوروبية التركية يُستخدم على العكس تمامًا مما يقصد منه في لغة العلم.

فالمصطلح في مجالي علم النفس والاتصالات يعني أولا تحليل الشخصية المتبادل. وعلاقة الأطراف الساعية لفهم بعضها البعض تقوم على الاجتماع على الأمور الحسنة. كما أن أفضل شكل لاستخدام المصطلح هو إقامة الأطراف علاقات دعم وتشجيع لبعضهم البعض في المهام التي يجدون صعوبة في تأديتها.

وعند النظر من الناحية العلمية للمصطلح، من المنتظر تعريف علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا على أنها علاقة حل لمشاكل الطرفين تتيح التوصل إلى نتائج إيجابية. لكن يبدو أن المصطلح لا يُستخدم بهذا المعنى. وفي هذه الحالة من الممكن لتركيا أن تطلب من الاتحاد الأوروبي استخدام المصطلح بالمعنى الحقيقي له.

عن الكاتب

بريل ديدي أوغلو

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس