محرّم صاري كايا – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

"أنْ نكون جنبا إلى جنب مع بشار الأسد ضد داعش، يعني أننا سنُجبر المزيد من أهل السنة على الانضمام إلى داعش، وهذا سيضعف التحالف..."، بتلك الكلمات عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أنّ سياسته تجاه سوريا لن تتغير.

أما التصريح الثاني فقد كان أهم من الأول، عندما قال أنّ أمريكا حاليا لا تريد إزاحة بشار الأسد، كما تحدث أيضا عن سعي الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق حل سياسي دبلوماسي، والجمل التالية هامة للغاية لتوضيح الأهداف الأمريكية الحقيقية، فقد قال:

"نريد حلا سياسيا يضمن جميع فئات الشعب، العلويين والسنة والمسيحيين، حل يرضي جميع الأطراف الداخلية، والأطراف الخارجية على حد سواء، وسيضطر الشعب السوري على القيام بتفاهمات سياسية مع كل من تركيا وإيران وكذلك الأسد، فهذا ما تمليه طبيعة العمل الدبلوماسي، ففي بعض الأحيان ستضطرون للدخول في علاقات دبلوماسية مع أناس وأنظمة لا ترغبون في التعامل معها".

"يبحث عن توافق"

سبب اقتباسي لتلك التصريحات، هو تحذير اردوغان المستمر من الوضع القائم في حلب، وقد تناقشت بهذا الموضوع، مع أحد أهم الأشخاص المراقبين لتطور الأحداث في المنطقة، والذي يرسل التقارير أولا بأول للحكومة التركية، وقد طلب مني عدم ذكر اسمه هنا، وقد ركّز في حديثه على قضية هامة، تكمن بأنّ أوباما وخلال اللقاء الثنائي أعطى إشارة واضحة لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، مفادها تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن سياستها تجاه سوريا.

وقد عرَج هذا الخبير على نقاط هامة، حيث تحدث في هذا الصدد قائلا:" الولايات المتحدة الأمريكية تسعى اليوم وبكل قوة، وذلك عبر أطرافها في المنطقة، على دفع المعارضة السورية في حلب إلى التفاوض مع قوات بشار الأسد، للخروج باتفاق سياسي توافقي يخدم مصالح الجميع، حتى إن الولايات المتحدة الأمريكية تجبر بعض جماعات المعارضة على القيام بذلك"، وقد ذكر لي أنّ أمريكا تستخدم من أجل ذلك الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش.

"طبيعة الدبلوماسية"

وقد أضاف أنّ ذلك سيقود إلى نتائج ذات أبعاد متعددة، ونتائج غير مرغوب فيها، حيث قال:"يعتبرون نظام بشار الأسد فقد شرعيته، وبنفس الوقت يسعون إلى إيجاد اتفاق بين المعارضة السورية وبين نظام البعث القائم، وهذا لن يسفر عن أي نتيجة"، وقد سألته عن أي مجموعات من المعارضة يتحدث بالتحديد، فقال:"كل المجموعات التي تعتبر لنفسها وجود على الساحة، وهي فعليا غير متواجدة، أقصد كل المجموعات الأخرى باستثناء الجيش الحر".

وأضاف:" نحن اليوم أمام حل أساسه إجبار بعض المجموعات من المعارضة والتي قاتلت من قبل ضد الأسد، إجبارها على التصالح والتسامح مع نظام البعث"، وربما هذا ما قصده الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما قال:" هذا من الأمور الطبيعية للدبلوماسية، فقد تضطر إلى تحقيق علاقات دبلوماسية مع أناس وأنظمة لا ترغب بها"، وهذا يعني أنه بدأ فعليا بتطبيق هذا الأمر.

بأخذ تلك الحقائق كلها، وبالإضافة للحقيقة التي مفادها أن قوات بشار الأسد قاتلت ضد داعش، نصل إلى نتيجة مفادها تطبيق مبدأ "عدو عدوي صديقي"، لكن مثل هذه الحلول لا يمكن لأنقرة أن تستوعبها أو أنْ تقبل بها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس