محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

بمبادرة طيبة أخوية من السفير السعودي في أنقرة دعت السفارة السعودية جمعا من رجال الثقافة والصحافة والفكر إلى مأدبة إفطار تم من خلالها طرح بعض الأفكار والمقترحات التي تدعم العلاقة الاستثنائية والاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية.

تحدث السفير السعودي بعد ترحيبه الحار بالضيوف الإعلاميين الأتراك وكذلك العاملين في الصحافة العربية التي تصدر في تركيا عن مشاريعه المستقبلية التي تؤدي إلى دعم مسيرة التحالف الاستراتيجي بين البلدين من خلال عقد الندوات وشرح خطوات تلك المسيرة الأخوية، وإدراكا من السفير فقد أولى اهتماما خاصا بالإعلام باعتباره البوق الذهبي والحنجرة الماسية التي تتكفل بإيصال تلك النغمة والأنشودة الرائعة المرجوة إلى كل أبناء البلدين.

ورغبة مني بإعطاء أهمية قصوى للإعلام والمبادرات التي تؤدي إلى تسريع الجهود المبذولة لتطبيق بنود الاتفاق الاستراتيجي تمنيت مخاطبا سعادة السفير أن نلمس مبادرات حقيقية تدعم الاتجاه السعودي في التقارب مع الأتراك، لأن من حق المواطن التركي أن يتعرف عن كثب على مواطن الالتقاء مع أشقائه السعوديين، لذا فإن الواجب يحتم على الممثليات السعودية في تركيا وعلى رأسها السفارة السعودية أن تقوم بدورها في تبيان أسس تلك العلاقة ومقوماتها.

كان رد السيد السفير لي بالحرف الواحد "إنك تقرأ أفكاري" بعدما ما تمنيت أن أرى بعض المبادرات التي تقوم بها السفارة السعودية في أنقرة، وأن تلك الأفكار تدرس حاليا، وتم وضع خطة شاملة لنجاحها ولتكون لبنة حقيقية تدعم بناء البيت التركي السعودي المشترك.

إذن لا ضباب في أن البلدين ماضيين في سبيل تحقيق كل متطلبات التنسيق والتحالف الاستراتيجي، ولا ضباب بأن البلدين يتشاطران في إنجاز تلك المهمة وتطويرها باستمرار إدراكا من المسؤولين في البلدين بأنهما دولتان مكملتان لبعضهما البعض وأن كل تقدم وتطور وإنجاز مشترك هو لصالح الدولتين أولا ولصالح المسلمين كافة وبصورة مباشرة.

وبما أن كل نجاح يتطلب تخطيطا سليما، وكلما كان التخطيط سليما كانت فرصة نجاحه أكبر بل أقوى، لذا فإن اللجان المختصة ماضية في سبيل إنجاز تلك الاتفاقيات على أكمل وجه، ولا ضير من التأخير إن كان الهدف ساميا، وهذه هي الحقيقة في عملية إنجاز بناء أرقى العلاقات الأخوية.

هذا ما يتمناه أبناء البلدين وأبناء الأمة الاسلامية لأن التحالف التركي السعودي هو أكبر دعم لاستقرار المنطقة والعالم الإسلامي نتيجة الرؤية الصادقة والعمل الدؤوب المخلص في سبيل إبعاد المنطقة والدول الإسلامية عن كل أشكال التدخلات الخارجية وربما الإقليمية.

تتميز علاقات الدولتين مع الدول الأخرى بأنها علاقات بناءة ترتكز على أسس استراتيجية مفهومة باعتبارهما دولتان تتزعمان بثقلهما الدولي العالم الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط، وإن الوجود التركي المؤثر والمخلص تجاه القضايا العربية أعطى بعدا تاريخيا للعلاقة بين الدول العربية وتركيا، ولا غرابة أن أصبحت تركيا عضوا مراقبا في القمم العربية، بل سعت بعض الدول العربية إلى المشاركة الفعالة لتركيا في تلك القمم.

وتسعى تركيا من جانبها إلى تجاوز كل الأزمات التي تنشأ بين دول المنطقة، وأيضا بين الدول الإسلامية، فلا غرابة في أن تركيا قد سعت دوما إلى تجاوز الخلافات الحاصلة بين هذه الدول، ونتأمل المزيد من الدور المخلص لتركيا في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وعلى هذا فإن الأمل معقود على الدورين التركي والسعودي معا أو دوريهما منفردين وساعيين لزيادة اللحمة في العالم الإسلامي وتجاوز خلافاتهما.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس