ترك برس

نشرت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية مقالا للكاتب، رينات عبدولين، عن هجوم المليشيات الكردية على مدينة الرقة العاصمة الفعلية لتنظيم داعش الإرهابي، نقل فيه عن خبير سياسي روسي أن معركة الرقة وعدم مشاركة تركيا فيها لن تكون سببا في مواجهة بين واشنطن وأنقرة، ولكن تركيا ستواصل تهديداتها باجتياح المدينة ما لم تنسحب الميليشيات الكردية فور تحريرها.

وكتب عبدولين أن الهجوم في محيط الرقة التي تعَد المعقل الرئيس لداعش مستمر، بعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"  التي تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري، من الدخول إلى المدينة من جهة الشرق، يوم 6 يونيو/ حزيران الجاري.

وأضاف أن الولايات المتحدة تنظر إلى قوات قسد على أنها ستؤدي الدور الرئيس في تحرير الرقة، لذلك قررت تزويدها بالأسلحة الخفيفة والمدرعات. ومن المفترض أن يؤدي تحرير المدينة ليس إلى إضعاف "داعش" فقط، بل وتعزيز نفوذ الولايات المتحدة في سوريا. وبحسب خبراء، إذا تم تحرير الرقة بقوات أمريكية و"قوات سوريا الديمقراطية"، فإنها لن تعود إلى سيطرة دمشق. وإضافة إلى ذلك، هناك اتجاهات مهمة أخرى لهذه العملية العسكرية.

ومن هذه الاتجاهات تصريح رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم، الذي يؤكد فيه استعداد تركيا للتدخل في الرقة، التي تعد غالبية سكانها من المسلمين السنة، إذا ما هُددت مصالح أنقرة.

ويرى نائب مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والتنبؤات في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، دميتري يغورتشينكوف، أنه ليس هناك ما يدعو إلى تضخيم "التهديد" التركي، ويقول: "منذ البداية راهنت واشنطن على التشكيلات الكردية في تحرير الرقة. وهذا بالطبع لا يرضي تركيا. فقد كان استراتيجيو تركيا يعتقدون أن عملية تحرير الرقة ستناط بالقوات التركية، بيد أن هذا لم يحصل، لأن واشنطن، كما يبدو، تنوي إفهام الأتراك أنهم ليسوا وحدهم حلفاءها الرئيسين في شمال سوريا."

وأضاف يغورتشينكوف: "لكنني لا أعتقد أن هذا سيكون سببا للمواجهة بين واشنطن وأنقرة. والأمر يحتاج إلى شجاعة لكي يتنصل الأتراك من التزاماتهم أمام واشنطن والناتو ويقوموا بعملية وحدهم، وهم يدركون أن الكرد في محيط الرقة ينسقون عملهم مع المستشارين الأمريكيين، وأن التهديدات التركية سوف تستمر كما كان في السابق. غير أن الفرق هو أن تركيا حاليا تريد أن تعلن أن على التشكيلات الكردية مغادرة الرقة بعد تحريرها والعودة إلى مواقعها الأولية".

ونوه الخبير الروسي إلى أن "تحرير الرقة قد يكون إشارة إلى بعض الجهاديين بأن "داعش" انهزم في سوريا. ولكن السيطرة على المدينة نفسها لا يحل أي مشكلة من تلك التي يواجهها التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وكذلك روسيا ونظام بشار الأسد، ولا سيما أن "داعش" ذات هيكلية شبكية، وأن ارتباطها جغرافيا مسألة نسبية".

وفيما يتعلق بخروج الرقة من دائرة نفوذ دمشق وموسكو، قال يغورتشينكوف: إن "الأمريكيين يعتقدون أنه سيكون بمقدورهم تشكيل جيب ما، يمكنهم عبره الدفاع عن مصالحهم في سوريا بعد الحرب. لذلك يجب أن نفهم أن هذه المنطقة مهمة جدا للولايات المتحدة من الناحية الجيوسياسية، لأنها ستسمح لهم عمليا بـ "لحم" المناطق الشمالية لسوريا بشمال العراق. ومنها ستتمكن واشنطن من التأثير بجدية في تركيا وإيران.  وعموما في تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط.

وعن نجاح الولايات المتحدة في تحقيق ذلك قال المحلل الروسي إن موقف الكرد ليس موحدا من الولايات المتحدة. لذلك ستعمل في هذا الاتجاه مع أن هذا لا يعني بالضرورة أنها ستبلغ الغاية المنشودة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!