ترك برس

قال محلل سياسي وعسكري سعودي أن القاعدة العسكرية التركية التي افتُتحت قبل أيام في الصومال، ليست للتدريب، وأنها "تمثّل تهديدًا صريحًا للأمن الوطني السعودي والمصري وكذلك للسودان واليمن".

ويوم السبت الماضي افتتحت تركيا معسكر تدريب عسكري في الصومال، هو الأكبر من نوعه خارج البلاد، بهدف مساعدة الصومال في إعادة بناء قواته، وفق مسؤولي البلدين.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي خلوصي أكار، خلال الافتتاح: "بعد تركيا تعتبر هذه القاعدة التدريبية الأكبر من نوعها خارج البلاد.. نحن كحكومة تركيا وجيشها مصممون على تقديم كل الدعم اللازم وكل ما يتوفر لنا للأشقاء في الصومال".

من جهته، قال رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، إن أكبر عقبة تعترض الحكومة الصومالية هي الانفلات الأمني والإرهاب من أجل ضبط الأمن والاستقرار ودحر الإرهاب لابد من جيش صومالي مؤهل هذه القاعدة ستمكننا من تحقيق هذا الهدف.

وفي تغريدات نشرها عبر حسابه بموقع "تويتر"، أشار "إبراهيم آل مرعي"، الكاتب في صحيفة الرياض، إلى أن تركيا وظّفت قوتها الناعمة وإرثها التاريخي في مقديشو بشكل مبهر، فمهدت لتواجدها العسكري قبل انشاء القاعدة بـ 14 عاماً.

واعتبر الكاتب أن قوة تركيا الناعمة في الصومال تتمثل في توفير 4 ملايين دولار شهرياً للحكومة، وإعادة الإعمار (مبنى البرلمان، ميناء مقديشو، المستشفى الصومالي التركي)، فضلًا عن استضافة 15 ألف صومالي للدراسة، وإنشاء مدارس تركية في الصومال.

ولفت إلى أن أهداف تركيا الحقيقية من وراء هذه القاعدة، هي التموضع في منطقة جيواستراتيجية غاية في الخطورة والتأثير السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي، وتقليص النفوذ والتأثير المصري في القارة الأفريقية.

وبحسب المحلل السعودي، فإن من أهداف تركيا أيضًا فرض نفسها ها كقوة مؤثرة في المنطقة الجغرافية لدول البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وتحديداً (السعودية، ومصر،والسودان،اليمن)، وتسويق صناعاتها العسكرية في القارة الأفريقية.

وأيضًا "توظيف تواجدها في الصومال كقوة ضغط على دول البحر الأحمر، وورقة تفاوض رابحة في أي ملف مع الدول العظمى المتواجدة في القرن الإفريقي.. الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا متواجدة في القرن الإفريقي، سواءً في جيبوتي أو الصومال أو باقي الدول الافريقية".

وقال إن هذه الدول العظمى تراقب التحرك التركي في الصومال منذ 2003، ومدى تأثير هذا التحرك على مصالحها الجيواستراتيجية والاقتصادية.

وبيّن أن "التواجد الاقتصادي لتركيا في أي قارة حق مشروع كأي دولة في العالم، ولكن تواجدها العسكري شرق المملكة في قطر، (وجنوب غرب) في الصومال يمثل تهديدًا للأمن الوطني السعودي".

وعلى حد تعبيره، فإن "انشاء قواعد عسكرية خارج تركيا، تشير إلى أطماع، وتمثل استراتيجية توسعية لتركيا (بعد إغلاق أوروبا لأبوابها) على حساب مصالح الدول العربية".

وكان قائد القوات المسلحة الصومالية الجنرال أحمد جمعالي، أشار في كلمة خلال الافتتاح إلى أن "من المشاكل التي عانيناها خلال الفترة الماضية، عدم القدرة على تجهيز وتسليح مجندين بعد تدريبهم"، مؤكّدا أن "الأشقاء الأتراك يوفرون لنا في هذه القاعدة التدريب والتسليح معا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!