ترك برس

في حي سور بمدينة ديار بكر التركية، تعيش ثلاث أخواتٍ اكتسبنَ اهتمامًا محليًا وعالميًا بفضل تفوقهن في رياضة الكيك بوكسينج والملاكمة التايلندية. وتعد الكيك بوكسينج بمثابة مزيجٍ استُمدّ من الملاكمة والكاراتيه والتايكوندو.

تعلمت الأخواتُ سلطان، وأسمر، وزينب، أسس الكيك بوكسينج منذ الصغر على يد والدهن الرياضي عبد اللطيف زيلان، في بيت العائلة الذي تبلغ مساحتُه 65 مترًا مربعًا، كذلك في ساحات المدينة، بسبب قلة الأماكن المخصصة لممارسة هذه الرياضة في ديار بكر. واستطاعت كلُّ واحدةٍ منهن رغم الظروف الصعبة إثبات تفوقها في الكيك بوكسينج على مستوى تركيا والعالم؛ حيث حصلت سلطان على لقب بطلة العالم مرتين، وحصلت أختها أسمر على لقب البطولة التركية ثلاث مرات، في حين حصلت زينب على اللقب مرةً واحدة.

وإلى جانب المشاركة في المسابقات وتطوير المهارات بشكل مستمر، تخطط الأخواتُ اليوم إلى مشاركة والدهن في تدريب الرياضيين الآخرين وهواة الكيك بوكسينج والملاكمة التايلندية.

وفي لقاءٍ لها مع وكالة الأناضول، قالت سلطان البالغة من العمر 16 عامًا إنها بدأت بتعلم الرياضة منذ سن العاشرة وتعمل منذ ذلك الحين على تطوير مهاراتها فيها والمشاركة في المسابقات الرياضية على مستوى تركيا والعالم، وقالت موضحةً بشأن طبيعة الرياضة التي تلعبها: "إن الكيك بوكسينج والملاكمة التايلندية من أنواع الرياضة الدفاعية، نحن لا نقوم بها لأجل التسبّب بالضرر أو الأذى للآخرين".

وأشارت سلطان إلى أنها تأملُ في أن تنتشر هذه الرياضة بين أوساط الفتيات في ديار بكر، وقالت إنها تبدأ يوميًا تدريباتها منذ الصباح الباكر مع أختيها، حيث تتدربان في المنزل والحدائق كما تقضيان وقتًا طويلًا في التدريب على جسر غوزلو (Gözlü).

وقالت أختها أسمر إنها بدأت التدريب منذ سن الـ 17 بدافعٍ من والدها، وإنها تشغل معظم وقتها بممارسة الرياضة. تقول أسمر: "أبي هو مدربي، وقد تعلمتُ كل شيءٍ بفضله. نحن كعائلة نهتم بهذه الرياضة ونحرص على ممارستها، ولأن والدنا يدربنا شخصيًا تتطور مهاراتُنا بشكلٍ أسرع من المُتوقع، لقد كان من الصعب حقًا تحقيقُ هذا النجاح برغم كل الاحتمالات".

وأضافت أسمر أن كل هزيمةٍ كانت تمرُّ بها في المسابقات كانت تشكلُ لها دافعًا كبيرًا لتستمر في اللعب ولتقدم الأفضل في كل مرة.

أما عن الشهرة التي حصلت عليها الأخواتُ الثلاث علقت أسمر: "إن الناس يلقبوننا اليوم بالفتيات الذهبيات من دجلة. إننا محظوظاتٌ حقًا لأننا استطعنا التدرب على يد والدنا، فالكثير من الفتيات لا يحظين بفرصةٍ للعب هذه الرياضة، وإذا تم دعمُنا وتزويدنا بقاعة رياضية قد تصبح الكثيراتُ هنا من سكان هذه المدينة بطلات في هذه الرياضة".

وتبلغ أسمر اليوم 22 عامًا وتدرس في كلية التربية البدنية في جامعة ديكل.

أما زينب البالغة من العمر 17 عامًا فقد قالت إن رياضة الكيك بوكسينج تبدو رياضةً خاصةً بالرجال بيد أن الفتياتِ يستطعن ممارستها بسهولة.

تقول زينب: "إنها رياضةٌ قاسية، ولكنك تريد أن تمارسها أكثر كلما اعتدت عليها مع مرور الوقت. كان من الصعب بالنسبة لي المشاركة في بطولة تركيا للمرة الأولى، وقد شاركتُ وهُزمتُ فيها، لكنني استمرّيتُ بالعمل بجد مع المزيد من الطموح لأصبح بطلة تركيا في عام 2014. إنني اليوم أعمل على بطولة تركيا لعام 2018 وأهدف للفوز في بطولة العالم، وأعتقد أنني باستطاعتي تحقيقُ هذا".

ومن جهته قال الأب عبد اللطيف زيلان إنه بدأ بممارسة الكيك بوكسينج في طفولته، وكان يطمح للقيام بتدريب الرياضيين وهو الأمر الذي استطاع تحقيقه بالفعل.

وأوضح عبد اللطيف: "الصالة الرياضية التي قمتُ بتأسيسها في حي سور في ديار بكر قد دُمرت بسبب الهجمات الإرهابية"، وأضاف: "أقوم بتدريب أطفالي على رياضة الكيك بوكسينج لكي يتمكنوا من المشاركة في البطولات القادمة، لقد دربتهم وحصلنا على البطولات المحلية التركية والعالمية أيضًا، دربتهم باستخدام وسائل بدائية وخاصة، وكنتُ أضطر في بعض الأحيان لتعليق كيسٍ في المنزل من أجل تدريبهم عليه، إن هدفنا هو الفوز بالبطولة العالمية وتمثيل بلدنا وعلمنا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!