ترك برس

رأى المعلق السياسي الأمريكي، أندريه كوريبكو، أن قرار الولايات المتحدة الأخير تعليق إصدار التأشيرات للمواطنين الأتراك يأتي عقابا لتركيا على سياستها في التقارب مع روسيا وإيران بعد محاولة الانقلاب العسكري الساقط، وكذلك على تصريحات الرئيس التركي الأخيرة التي اتهم فيها الغرب بالوقوف وراء الإرهاب.

وتبادلت الولايات المتحدة وتركيا الأسبوع الماضي تعليق إصدار تأشيرات لمواطني الدولتين، فى تصعيد للأزمة بينهما، بعد توقيف موظف تركي يعمل فى القنصلية الأمريكية بإسطنبول، وعلقت إصدار تأشيرات السفر إلى تركيا لغير المهاجرين، فى كل المرافق الدبلوماسية والقنصلية فى تركيا، وردت أنقرة بالمثل، وأغلقت نظام التأشيرات الإلكترونية للمواطنين الأمريكيين.

وقال كوريبكو في مقابلة مع راديو سبوتنيك الروسي، إن الولايات المتحدة حريصة على عدم جعل تحركاتها تبدو وكأنها "غير مبررة"، وبالتالي فإنها تسعى إلى إظهار قرارها الأخير على أنه رد فعل على شيء فعلته تركيا، لأنها لا تريد أن تدفع تركيا إلى مزيد من التقارب مع النظام العالمي متعدد الأقطاب، وهو التوجه الذي بدأته تركيا بعد محاولة الانقلاب المؤيد لأمريكا، حيث بدأ أردوغان تحسين علاقته مع روسيا وإيران ومنظمة شنغهاي.

وأضاف أن من أسباب الإجراءات الأمريكية الأخيرة هو عدم رضاها على قرار تركيا العضو في حلف الأطلسي شراء منظومة الدفاع الصاروخي المتطورة S400 من روسيا، وتعاونها عسكريا مع موسكو في سوريا، وخاصة في عملية إدلب لتنفيذ "مناطق وقف التصعيد" التي تم الاتفاق عليها أخيرا في اجتماع أستانا الماضي.

ووفقا للمحلل الأمريكي فإن هناك سببا آخر ساهم في إثارة حفيظة الولايات المتحدة تجاه تركيا، وهو تحسن العلاقات العسكرية مع إيران تحسنا كبيرا، خاصة فيما يتعلق بالقضية الكردية في الأسابيع الأخيرة.

وأشار كوريبكو إلى إن أكثر الآثار المباشرة لحرب التأشيرات الأمريكية التركية هو أنها ستجعل صورة البلدين تزداد سوءا لدى الشعبين، حيث سيرى الأتراك أن هذا يؤكد ما ألمح إليه أردوغان لأكثر من عام بأن الولايات المتحدة عدو للشعب التركي، في حين ستتلاعب وسائل الإعلام الأمريكية بالشعب الأمريكي بتصوير أردوغان على أنه دكتاتور مارق معاد ضد الولايات المتحدة، وأن بلده في حاجة ماسة إلى تغيير النظام إلى نظام ديمقراطي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!