ترك برس

بفضل نكهاته الغنية وأطباقه المحلية، يملك المطبخ التركي إمبراطورية الطهي الخاصة به التي تمتد لأكثر من ألفي عام، وفقًا لما قالته الشيف المرموقة دينيز أورهون في إحدى فعاليات الطبخ في أنقرة.

أدارت دينيز مؤخرًا ندوةً لفنون الطبخ في جامعة باشكانت، وانضم إليها كلٌّ من الكاتب قدسي إكيلي، والسيدة ثرية أوزمار التي تعمل كمديرة مطعم.

وفي حديثها أثناء الندوة أوضحت دينيز أن المأكولات التركية قد تغيرت بشكلٍ ملحوظ مع ارتفاع نسبة تداولها تجاريًا عالميًا. من منتجات الألبان في الشرق الأوسط إلى حبوب بلاد ما بين النهرين، ومن خضراوات منطقة البحر المتوسط إلى أعشاب بحر إيجه والتوابل في جنوب آسيا، تغيرت المنتجاتُ الغذائية في أوروبا وتطورت من عصور ما قبل الإسلام وحتى يومنا هذا.

تقول دينيز: "تغيرت الأطعمة في المطبخ التركي ودخلته الصلصات. وقد فتح لحم الضأن طريقًا للحوم البقر، كما استبدل الأرز بالبرغل، وانضم إلى طبق الكباب أنواعٌ مختلفة من اللحوم المطبوخة. وتم استبدال زيت الطحلب بالزبدة والمارغرين وزيت الزيتون وزيوت الخضراوات".

وعن محاولتهم المحافظة على هوية الأطعمة التركية، سلّط قدسي إكيلي الضوء على الجهود التي بذلها الأتراك قائلًا: "لقد استطاع الأتراك إنقاذ القهوة التركية من أيدي الأجانب. ففي أوروبا مثلًا كثيرًا ما كان يُقال عن القهوة التركية أنها يونانية".

ويضيف: "كلما كان بإمكانك الترويج لأطعمتك ونشر ثقافتك من خلالها، فإن ذلك أفضل بالنسبة لك. علينا أن نتصرف بسرعة لكي نحافظ على ملكيتنا لقيمنا وثقافتنا الخاصة".

وأشارت ثرية أوزمير إلى أن التأثير الذي دخل على المطبخ التركي من الخارج، كان يُفهم لفتراتٍ طويلة بشكلٍ خاطىء قلّل من قيمة الأطباق التركية.

وقد اقترضت المأكولات التركية عناصر من مأكولات بلاد الشام والقوقاز وآسيا الوسطى والبلقان، مما يؤثر بدوره على المطبخ الأوروبي، من البلقان إلى الغرب.

تختلف أساليبُ الطهي في تركيا حسب المنطقة، حيث يفضل الزيتون والأعشاب وأطباق الخضار في منطقة بحر إيجة، والأسماك في منطقة البحر الأسود، والكباب والحلويات الشهية في الجنوب الشرقي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!