ناغيهان ألتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

على الرغم من أن البعض اعتبر عدم ذكر تركيا في وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، "أهون الشرين"، إلا أننا نرى عند قراءة الوثيقة من أولها إلى آخرها أن هناك جهد خاص بُذل من أجل عدم الحديث عن تركيا، وهذا جهد لتجاهلها. 

وكأن الهدف من الوثيقة هو توجيه إنذار لحكومة أردوغان، التي لم تخضع أمام واشنطن، والتقليل من شأنها وتلقينها درسًا. 

الأمر المثير للسخرية أن الجميع  في واشنطن يبدون وقد فقدوا القدرة على جس النبض، لأنه لا بد لمن يتابع السياسة أن يعلم أن مثل هذه الأساليب يكون لها مفعول عكسي لدى أردوغان. 

على سبيل المثال، في القسم الخاص بأوروبا، يرد تعداد البلدان التي تعرضت لهجمات داعش، لكن لا وجود لتركيا. ألم يسقط أكثر ضحايا التنظيم في تركيا؟ ألم توجه تركيا أكبر ضربة للتنظيم عبر عملية درع الفرات؟

غير أن وثيقة الأمن القومي الأمريكي تعتبر أن تركيا مُسحت من خريطة العالم. 

لنقل أن تركيا لم تُذكر في القسم الخاص بأوروبا، فكيف لا تُذكر في قسم الشرق الأوسط وهي واحد من أهم الفاعلين في الشرق الأوسط، وعضو في حلف شمال الأطلسي؟

تظهر هذه الوثيقة أن هناك موقف غير مسبوق، وخارج عن المألوف يتم تهيئته للتعامل مع تركيا. 

كيف يمكن لقرار القدس أن يؤثر على هذه المعادلة؟

تم إعداد هذه الوثيقة قبل التصويت على مشروع قرار القدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فكيف سيكون تأثير معارضة العالم لترامب بمبادرة تركيا، على موقف البيت الأبيض من أنقرة؟

وهل سينخفض مستوى العلاقات المتدهور أصلًا بين البلدين، أم أن واشنطن ستجري عملية محاسبة ذاتية؟ 

تقول مصادري المتابعة عن كثب للعلاقات التركية الأمريكية في واشنطن وأنقرة، إن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو تزايد غضب إدارة ترامب تجاه تركيا، وهذا ما سيزيد من تدهور العلاقات، ومع ذلك فإن المصادر على قناعة بأن الأحداث سيكون لها مجرى معاكس لذلك.

فقد اتضح بشكل صريح أنه لا يمكن إنكار تأثير تركيا وخصوصًا رئيسها أردوغان على العالم الإسلامي وسياساتها الحازمة والمستقلة.

وإقامة زعيم يملك هذا التأثير على شعوب المنطقة علاقات وثيقة مع روسيا يدفع البعض في واشنطن منذ الآن إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه أردوغان.

وبينما تسعى الولايات المتحدة إلى العودة للشرق الأوسط، لا بد أنها ترى أن تركيا على قدر من الأهمية بحيث لا يمكن التفريط بها.

من يدري؟ ربما يكون 2018 عامًا تتعزز فيه التحالفات متعددة الاتجاهات بين البلدين..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس