صحيفة أقشام/ ترجمة وتحرير ترك برس

عاد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لتوه من مقدونيا. ومقدونيا حليفة لتركيا منذ الأزل. وعاصمتها إسكوب ما هي إلا مدينة عثمانية ذاتا.

ليس لتركيا أي مشكلة مع دول البلقان على العكس تربطها بدول البلقان روابط جيدة وقوية، حتى أن تركيا تتدخل أحيانا لحل المشكلات الحاصلة بينها.

وقبل وجيزة كان داود أوغلو في اليونان. العلاقات اليونانية التركية جيدة أيضا فقد تم حل المشكلات بين البلدين على نحو كبير، إذا ما إستثنينا مسألة قبرص وجزر بحر إيجة. وأصبح الوزراء الأتراك يزورون غرب تراكيا (القسم الواقع في اليونان من تراكيا) كلما اقتضتهم الحاجة ذلك. في حين كان الوزراء الأتراك بالكاد يستطيعون الخروج من غرب تراكيا وسيلانيك سالمين.

بوتين زار تركيا قبل فترة وجيزة ووقع الجانب التركي والجانب الروسي على العديد من الاتفاقيات، واضعين مبلغ 100 مليار دولار هدفا لحجم التجارة بينهم في عام 2023. وبعد أن عاد بوتين إلى بلده قال بحق أردوغان : إته رجل جيد يعتمد عليه. وهناك أمر هام يجب ألا يغيب عن الأذهان وهو أن تركيا هي البلد الوحيد الذي يحافظ على علاقات جيدة مع أوكرانيا وجورجيا في نفس الوقت الذي يقيم فيه علاقات حميمة مع روسيا.

أما العلاقات التركية البلغارية فهي في أحسن حال.

ولا مشكلة كبيرة لتركيا مع إيران.

ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يزور تركيا مع الوزراء العراقيين، ويوقع البلدان الكثير من الاتفاقيات في الطاقة وإستتباب الأمن وغيرها.

تبقى سوريا وأرمينيا :سوريا لم تعد تحكمها دولة.

أما أرمينيا فهي ليست دولة. وهي في حالة يرثى لها من الجوع والفقر وتركيا تعتبر المصدر الأول لها في كل شئ من المواد الغذائية إلى الأدوات الكهربائية إلى الموبيليا.

واليوم تركيا تثبت وجودها في أفريقيا...

على الرغم من أنه لم يمضي وقت طويل على دخولها إلى افريقيا إلا أن تركيا قطعت شوطا كبيرا ...لتصبح نجمة في افريقيا..

لقد افتتحت تركيا الكثير من السفارات في كل دول افريقيا، فاق عددها عدد سفارات أوربا التي تستعمر القارة منذ عهود طويلة..

ويختلف الوجود التركي في افريقيا عن الأوربي...فالأوربيين حفروا آبارا للنفط في حين حفر الأتراك أبارا للماء..بحث الأوربيون عن الذهب والألماس والبترول,,في حين بنى الأتراك مشافي ومدارس ومرافئ وعبدوا الطرقات وأنشؤوا خزانات للمياه ...

وبعد كل هذا ..أليس لتركيا مشاكل.....

بالطبع يوجد..مشكلة تركيا الجديدة هي ألمانيا ... التي يقال أنها بلد حليفة صديقة...أكثر المشكلات بالنسبة لتركيا تنبع اليوم من ألمانيا....فهم يضغطون على الأتراك الذين يعيشون لإي ألمانيا لتعلم لغتهم وثفافتهم، ويؤيدون المذبحة الأرمنية التي يتهم الأتراك بارتكابها..وهم لا يتوانون عن إحداث المشاكل في داخل تركيا....ويحاولون نشر مفهوم"العلوية بدون علي"...ويسعون لكي يضفوا الشرعية على أعمال تنظيم حزب العمال الكردستاني...

ولدى حصول أي مشكلة في تركيا تصدر تصريحات من المتحدث باسم حقوق الإنسان في ألمانيا حتى قبل أن يصرح الناطق الرسمي باسم الحكومة، موجها الاتهامات لتركيا...

وألمانيا هي من تعيق مباحثات عضوية تركيا في الاتحاد الأوربي متذرعة بقبرص. فالألمان منزعجون ومصالحهم تتضرر من مباحثات دخول تركيا في الاتحاد الأوربي...فإذا ما أصبحت تركيا عضوة في الاتحاد الأوربي ستهز ألمانيا لأن تركيا بمساحتها وعدد سكانها ستتمتع بنفس الميزات التي تتمتع فيها ألمانيا….وهذا ما لا يطيقونه...

فتركيا لن ترفض أي قرار من الاتحاد الأوربي. وهذا سيجعل ألمانيا تخسر موقعها كمحرك أساسي للاتحاد الأوربي...وهي لا ترغب بذلك بالطبع..

إن ألمانيا وراء كل المشكلات التي تعيشها تركيا مع دول الغرب..

تركيا تكبر وتتطور ....إنهم يسمعون  ويرون ذلك....هذه هي كل المسالة...

عن الكاتب

أمين بازارجي

كاتب في جريدة أقشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس