ترك برس

قال الأكاديمي ومدير مؤسسة "مبادرة الإصلاح العربي" في باريس سلام الكواكبي، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعامَل بانتقائية مع ملف حقوق الإنسان في تركيا، خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى باريس، لأسباب سياسية وأيديولوجية.

وأضاف الكواكبي: "لأنه (ماكرون) رفض الخوض أو التنديد بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر لدى استقباله للرئيس عبد الفتاح السيسي"، حسبما نقلت شبكة الجزيرة القطرية.

وقال الكواكبي إنه بات من الصعب انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بسبب ضغوط الأحزاب اليمينية المناهضة للإسلام السياسي، وتنامي صعود أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، إضافة إلى "عدم التزام تركيا بشروط بروكسل".

وأضاف أن تركيا لم تعد بحاجة للاتحاد الأوروبي من الناحية الاقتصادية، لأنها تتمتع باقتصاد قوي، ولأن لها حلفاء وشركاء أقوياء عبر العالم.

وأكّد الأكاديمي أن بإمكان تركيا الاكتفاء فقط بعلاقات ثنائية مع أبرز دول الاتحاد مثل فرنسا وألمانيا، مما سيعفيها من الرضوخ لشروط الاتحاد والالتزام بمعاييره.

يشار إلى أن العلاقات التجارية بين فرنسا وتركيا بلغت 13 مليار دولار العام الماضي، وعبرت باريس عن رغبتها في رفع هذه المبادلات إلى 20 مليارا في الفترة القادمة.

وكانت العلاقات بين البلدين شهدت حالة من الشد والجذب في السنوات الأخيرة وصلت حد القطيعة عام 2011 ردا على مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون تجريم "مذابح الأرمن" إبان الحرب العالمية الأولى.

يذكر أن تركيا تعد سادس اقتصاد في أوروبا وبلغت نسبة المبادلات التجارية مع الاتحاد الأوروبي نحو 140 مليار دولار سنويا.

ومن المتوقع أن يرتفع حجم المبادلات في السنوات المقبلة إلى 300 مليار بعدما توصل الطرفان لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي في أبريل/نيسان من العام الماضي.

وأشارت شبكة الجزيرة إلى أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لفرنسا، قطعت الشك باليقين إزاء نوع العلاقة التي تريدها أوروبا مع تركيا، وزادت ترسيخ عدم اكتراث تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وانزعاج أنقرة من مساومات باستخدام ملفات حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية.

ورغم تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على عمق العلاقات بين البلدين ومتانتها، فإنه كان صريحا باقتراحه على تركيا "شراكة" عوض الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بسبب ما رآه "تراجعا في الحريات وحقوق الإنسان في الفترة الأخيرة" في تركيا.

غير أن رد أردوغان كان حاسما بقوله إن بلاده "لن تستجدي الانضمام للاتحاد الأوروبي".

موقف ماكرون -الذي طرح قبل أسابيع رؤيته لإعادة بناء الاتحاد الأوروبي- يطابق الطرح الألماني، إذ جددت المستشارة أنجيلا ميركل في بداية العام الماضي رفضها انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

واقترحت ميركل ما وصفته بالشراكة المتقدمة بديلا، وهو الطرح نفسه الذي كان طرحه الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، لكن تركيا رفضته، بحسب الجزيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!