ترك برس

انتقد المفكر السوداني، حسن مكي، تقارير إعلامية تحدثت عن ما اعتبرته "أطماعا تركية" وتهديدا للأمن العربي في البحر الأحمر، وقال إن "الكثيرين ينظرون إلى الوجود التركي كجزء من المنظومة الثقافية، وجزء من أكسجين المنطقة تاريخيًا ومستقبليًا".

جاء ذلك خلال مقابلة مع وكالة الأناضول التركية حول زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى السودان، الشهر الماضي، على رأس وفد ضخم، شهد توقيع 21 اتفاقية متنوعة.

زيارة الرئيس التركي اعتبرتها بعض وسائل الإعلام العربية، ولاسيما الخليجية، أنها تمهد لتحالف يضم كلا من تركيا وقطر والسودان وإيران، وهو ما استنكره "مكي" بالقول: "أيهما أخطر على العالم الإسلامي والوجود العربي.. الوجود الروسي أم الوجود التركي (؟!)".

وخلال زيارته للسودان الشهر الماضي، زار الرئيس التركي جزيرة "سواكن" على البحر الأحمر (شرق)، وهي جزيرة تاريخية شهدت عصور البطالسة واليونانيين والمصريين والعثمانيين، حيث عبروها إلى "بلاد بنط" (الصومال).

وطلب أردوغان، خلال زيارته "سواكن"، أن تساهم تركيا في إعادة إعمار "الجزيرة"، ضمن مشروع "تنموي استثماري سياحي"، وهو ما وافق عليه البشير، بحسب ما صرح به وزير السياحة السوداني، محمد أبو زيد مصطفى.

مكي، وهو أستاذ العلوم السياسية والمدير السابق لجامعة إفريقيا العالمية، قال إن "الشلل والإخفاق العربي هو الذي أوجد هذه الحساسية الشديدة تجاه علاقات سياسية للسودان مع تركيا، رغم أن الخرطوم لديها علاقات قوية مع الصين وعدد من الدول الآسيوية الأخرى".

ووفق المفكر السوداني فإن "الرئيس التركي أصبح يواجه بغيرة سياسية، خاصة وأن القادة العرب لا يريدون من يذكرهم بالقضية الفلسطينية، فهم ينظرون إليها كعبء".

واستطرد: "القادة العرب لا يريدون أن يذكرهم أحد بمطلوبات الأخوة الإسلامية، فهم يعتبرنها عبئا آخر.. هم يريدون فقط أن يهرولوا وراء الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، وينالون الجوائز من المعسكر الأمريكي".

وقال مكي إن "القدس هي عاصمة فلسطين، وحل الدولتين هو مطلوب منذ أيام الرئيس (الأمريكي) جيمي كارتر(1977-1981).. الجديد في ذلك هو أن القيادة السياسية للقضية (الفلسطينية) انتقلت إلى تركيا".

شدد المفكر السوداني على أن "العالم يشهد متغيرات، وخاصة منطقة الشرق الأوسط، وقد ازدادت المتغيرات بازدياد أداور تركيا، ودورها في حماية قطر وتحالفها معها بغرض استقرار المنطقة، وهو ما أفسد مخططًا كبيرًا كان يقوم على محاصرة، وربما إبطال دور قطر الإقليمي والعالمي".

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ 5 يونيو/ حزيران الماضي، علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية"، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وقال مكي إن "شعبية الرئيس (أردوغان) زادت بعد تبنيه لقضية القدس، وشعرت الدول العربية بأن ملف القدس انتقل بعيدًا من مراكز الإشعاع الثقافي العربي، كالقاهرة والرياض وعمان، إلى إسطنبول".

وتابع: "وجاءت زيارته للخرطوم في وقت تشهد فيه العلاقة بين السودان ومصر جفوة بسبب قضيتي حلايب (الحدودية المتنازع عليها) وسد النهضة (الإثيوبي)، وصاحبت هذه الزيارة مبالغات باعتبارها ضمن حلف تركي قطري سوداني موجه ضد المرتكزات الموجودة الآن في المنطقة، وهذا كله فيه مبالغات، فتركيا تهتم بإفريقيا" منذ سنوات.

ولفت إلى أن "تركيا بدأت منذ سنوات في ترميم الأماكن العثمانية في سواكن، ورممت مسجد النجاشي في إثيوبيا، ومقابر 15 من الصحابة، ضمن اهتمامها بالإرث العثماني والإسلامي في إفريقيا".

وزاد: "كما أن أردوغان وعقيلته زارا الصومال، وهو الرئيس الوحيد الذي تحرك في مناطق النازحين واللاجئين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!