ترك برس

قال المؤرخ الإيرلندي "ميكائيل باتريك دوغان" إنّ عددًا كبيرًا من القطع الأثرية تمّ تهريبها إلى خارج البلاد منذ العهد العثماني وحتى الجمهورية التركية الحديثة.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال دوغان إنّه صادف مجموعة من هذه الآثار خلال السنوات الأخيرة في بلدان أخرى، ودعا إلى إعادتها إلى موطنها الأصلي.

ومنذ عام 1990 أقام المؤرخ الإيرلندي في أنطاليا جنوب تركيا بعد اعتناقه للإسلام، وعكف على دراسة التاريخ السلجوقي وتاريخ فنوهه.

وذكر دوغان أنّه طاف مجموعة بلدان مختلفة من العالم الإسلامي والولايات التركية على قدميه في جولة استمرّت قرابة 5 آلاف و500 كيلومتر، من أجل أبحاثه المتعلقة بالتاريخ والفنون في العهد السلجوقي.

سرقة من 1895 اكتشفت في عام 2000

كان الطبيب الفرنسي "ألبيرت دورنيغي" يعمل طبيب أسنان للسلطان "عبد الحميد الثاني". وفي أثناء ترميم قبر السلطان "سليم الثاني" الذي تم بناؤه في عام 1577 على يد المعماري العثماني "سنان"، طلب دورنيغي من السلطان أخذ البلاط إلى فرنسا بحجّة تنظيفه، إلا أنّ البلاط الذي أعيد إلى تركيا كان مُقلَّدًا.

وفي حديث للأناضول، قال مدير أيا صوفيا "خير الله جنكيز": "خلال أعمال ترميم القبر في عام 2000 اكتُشِفَت السرقة، فالبلاط المُقلَّد تلاشى لونه مع الوقت، وهو من صنع مدينة "سيفرس" بفرنسا، أمّا الأصلي من صناعة مدينة "إزنيق" غرب تركيا فلا يزال كما هو".

وكان البلاط المسروق معروضًا في متحف اللوفر بفرنسا حتى وقت قريب. وقد اجتمع مسؤولون أتراك مع وزارة الثقافة والسياحة الفرنسية للمطالبة بإعادة البلاط لكنهم لم يتلقوا ردًا إيجابيًا حتى الآن، كما انتقدت تركيا من جهتها متحف اللوفر لعرضه البلاط واعتبرتها "سرقة فنية".

ومن الآثار المُهرّبة من تركيا كذلك تماثيل وتوابيت ومُنمنمات تُعرض حاليًا في أحد متاحف بريطانيا، ومصوغات من الذهب وزخارف منقوشة من الرّخام وخواتم تحمل أحجار الفيروز ومحرام جامع باي حكيم من قونية وفسيفساء زيوغ، والعديد من الآثار التاريخية البيزنطية والسلجوقية والعثمانية التي تمّ تهريبها إلى خارج البلاد.

الجهود التركية لإعادة الآثار

في عام 2014، أعلن وزير الثقافة والسياحة التركي في حينها "عمر تشليك" أنّ الوزارة استعادت 11 قطعة أثرية تعود إلى العهد الروماني.

وطالبت الوزارة نظيرتها الفرنسية بإعادة بلاط قبر السلطان سليم الثاني الذي كان معروضًا في متحف اللوفر.

كما ستتوجه لجنة تقصّي التّراث الثقافي في البرلمان التركي إلى كل من ألمانيا، وفرنسا، وإنكلترا، والدنمارك، بشأن الآثار التاريخية البيزنطية، والسلجوقية، والعثمانية، التي هُرّبت إلى هناك.

وتوجد الآثار المُهرّبة في 17 دولة مختلفة، ويتم العمل على إعادتها بالطرق الدبلوماسية والطرق القانونية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!