ترك برس

كشف الكاتب الصحفي والمحلل التركي أوكان مدرس أوغلو، عن مراحل إخلاف واشنطن بتعهداتها التي قطعتها على أنقرة حول تنظيم "ي ب ك/ ب ي د" الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي" المصنف إرهابياً من قبل الحكومة التركية. وأوضح الكاتب أن الإخلاف بالوعود المقدمة لتركيا شكل عاملاً هاماً لتسريع العملية العسكرية على عفرين السورية، خاصة بعد إعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، اعتزامها تشكيل ما يُسمى بقوة حدودية شمالي سوريا، قوامها 30 ألف عنصر أغلبه من عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذي تدرجه أنقرة تحت مظلة تنظيم "ي ب ك".

جاء ذلك في مقال للكاتب في صحيفة صباح التركية، ذكر فيه بأن الولايات المتحدة التي قدمت دعم السلاح لتنظيم "ب ي د/ ي ب ك"، وصلت إلى حالة متقدمة في هذه النقطة حتى أنها باتت تهدد الأمن القومي التركي. وأن الدعم المقدّم للتنظيمات الإرهابية يزداد يوماً بعد آخر رغم التعهدات والوعود التي قدمت لتركيا.

ويرى الكاتب أن الإصرار التركي على تنفيذ عملية على عفرين عقب تصريحات المتحدث باسم التحالف الدولي في سوريا حول اعتزامهم تشكيل قوة حدودية، أجبر واشنطن على تراجع اضطراري في هذه النقطة، مبيناً أنه رغم ذلك فإن أنقرة تنظر بحذر لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون حول "عدم وجود نية لإنشاء أية قوة حدودية"، إذ أن الولايات المتحدة التي استغلت تنظيم "ي ب ك" خلال الحرب الأهلية في سوريا، قدمت كافة أنواع الدعم اللوجيستي، والعسكري، والتكنولوجي، والاستخباراتي، والسلاح والتدريب للتنظيم المذكور.

ويضيف "مدرس أوغلو" أن اختلاف المقاربة والأسلوب بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية وبين القوات الأمريكية المركزية في الشأن السوري، ساهم في الكشف عن مخططات واشنطن على المدى البعيد، حيث تباينت تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول تشكيل القوة الحدودية في شمالي سوريا، عقب الانتقادات والضغوط التركية بشأن ذلك.

وتطرق المحلل التركي إلى بيان اجتماع مجلس الأمن القومي التركي الأخير، وما تم التعبير فيه وعبر قرار رسمي عن انزعاج أنقرة من السياسات الأمريكية من خلال القول: "في الوقت الذي تتعرض فيه بلادنا إلى تهديد من قبل تنظيمات إرهابية، نأسف لدعم وتسليح تلك التنظيمات الإرهابية من قبل دولة حليفة لنا في العلاقات الثنائية وضمن مظلة حلف ’ناتو‘".

واستشهد الكاتب بتباين وتناقض تصريحات المسؤولين الأمريكان حول الشأن السوري، بتصريح لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي يحاول فيه تطمين أنقرة وتسكينها بشأن عدم اعتزام بلاده تشكيل قوة حدودية تهدد الأمن القومي التركي، وأن الأخبار في هذا الخصوص قد تم تصويرها بشكل سيء، وبين تصريح آخر لمسؤول في البنتاغون، يقول فيه بأن واشنطن ستستمر في تدريب العناصر المحلية في شمالي سوريا، مؤكداً على أن التواجد الأمريكي  في سوريا هو بقاء دائم.

وبحسب الكاتب، فإن الوعود والتعهدات التي أخلفت بها واشنطن فيما يتعلق بتنظيم "ي ب ك/ب ي د" الإرهابي، هي كالتالي:

1. لم تقطع الولايات المتحدة دعمها عن تنظيم "ي ب ك" الذي تحول إلى قوة برية تابعة لها، على الرغم من هزيمة تنظيم "داعش".

2. عند تقديمها السلاح لتنظيم "ي ب ك"، قالت واشنطن إن هذا الدعم عبارة عن "تعاون عملياتي". لاحقاً وبسبب الضغوط التركية، حاولت الولايات المتحدة إخفاء التنظيم المذكور تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

3. تعهدت واشنطن بانسحاب عناصر "ي ب ك" من غربي نهر الفرات عقب تطهير منبج من تنظيم "داعش". إلا أن التنظيم استمر بتواجده في المنطقة تحت راية العلم الأمريكي.

4. الأسلحة التي قُدّمت إلى تنظيم "ي ب ك"، لم تُسترد عقب هزيمة "داعش". حتى أن واشنطن قدمت 4 آلاف شاحنة من الأسلحة الثقيلة والمدرعات بما يكفي لتجهير جيش بأكلمه.

5. الولايات المتحدة التي صرحت اعتزامها إنشاء "قوة أمن حدودية"، تراجعت عن تصريحها هذا لتقول بأنها "تستمر في التدريب العسكري لعناصر ’ي ب ك‘"

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!