ترك برس

أعدّ البرلمان التركي مؤخرًا تقريرًا يسلطُ فيه الضوء على الجهود التركية المستمرة في التعامل مع أزمة اللاجئين ودعا أوروبا إلى عدم التراجع عن وعودها بشأن اتفاق اللاجئين.

ذكر التقريرُ الذي يشدّد على أهمية ما تقوم به تركيا في سبيل تخفيف الصعوبات التي يمر بها اللاجئين، أن الاتفاق الذي جرى بين تركيا والاتحاد الأوروبي في شهر آذار/ مارس سنة 2016 قد استطاع أن يتحكم في طريق الهجرة غير الشرعية عبر بحر إيجه، الأمر الذي حمى عددًا كبيرًا من الأرواح كانت ستتعرض لمخاطر الموت من خلال طريق الهجرة ذلك.

ورد في التقرير: "نظرًا لأن تركيا تقوم بجميع المسؤوليات المترتبة عليها لمنع الحوادث التي يُرمى فيها الأطفال على الشواطىء، يتعين على أوروبا الوفاء بوعودها والقيام بمتطلبات الاتفاق".

ووفقًا للتقرير، فقبل الاتفاق قد فقد 279 لاجئًا حياتهم في بحر إيجه عام 2015، وانخفض العددُ منذ إجراء الاتفاق بشكلٍ كبير.

كما قدّم التقريرُ أحدث البيانات عن عدد اللاجئين السوريين وأعمارهم وجنسهم:

في 28 كانون الأول / ديسمبر، يوجد 3،424،237 لاجىء سوري في تركيا بعدد 1،852،563 من الذكور و1،571،674 من الإناث. و50 بالمئة من العدد الكلّي للاجئين تتراوح أعمارهم بين 0 - 18 عامًا، و45 بالمئة تتراوح أعمارهم بين 18 - 60، في حين أن 5 بالمئة تزيد أعمارهم عن الستين عامًا.

ويعيش أكثرُ من 235 ألف لاجىء في مراكز مؤقتة بينما يعيش 3.2 لاجىء في مختلف المقاطعات التركية. وتستضيف إسطنبول 517،697 لاجىء، وهو أعلى عددٍ سُجّل في المقاطعات التركية.

وفيما يتعلق باستجابة أوروبا لأزمة اللاجئين، يشير التقرير إلى أن أوروبا لا تفهم أن تركيا قد فتحت أبوابها للاجئين وتستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجىء. وبينما تُعد جهود تركيا في طليعة الجهود الرامية إلى إلى تقديم المساعدة للسوريين الفارّين من الحرب الأهلية في بلادهم، فإن أوروبا تبحث عن سبلٍ لوقف تدفق اللاجئين إلى بلدانهم.

"صورة الطفل أيلان الذي رمته مياه البحر على شاطىء بحر إيجه تطرق ضمير الأوروبيين، ومع ذلك فإن المواقف الإيجابية تجاه اللاجئين لم تدم طويلًا. في الوقت الحاضر، تتم مصادرة ممتلكات اللاجئين القيّمة، ويتم بناء الأسوار السلكية على طول الحدود، كما أن السياسات المناهضة للاجئين تتزايد".

يشدّد التقرير على أن أوروبا، مع إظهارها لكراهيةٍ وعنصريةٍ تجاه الأجانب، أخذت تتراجعُ عن القيم التي كانت تؤيدها دائمًا. ووفقًا للتقرير، فإن اللاجئين الذين قبلوا العيش في بلدانٍ أوروبية يواجهون تهديداتٍ كبيرة لأن العديد من الأطفال السوريين قد فُقدوا، وأضرمت النيران في منازل اللاجئين. وقد أعلنت اليوروبول أن أكثر من 10 آلاف طفل في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد فُقدوا منذ عام 2014. ويقول مسؤولون سويديون إن أكثر من ألف طفلٍ لاجىء قد فقدوا، كما أعلنت الشرطة الاتحادية الألمانية أن 8991 لاجىء فُقدوا منذ نهاية عام 2016.

ووفقًا للتقرير: "يبدو أن أزمة اللاجئين هي اختبارٌ من شأنه أن يحدّد قيم أوروبا، وحتى الآن تُظهر سياساتُ الحكومة الأوروبية أنها قد فشلت في هذا الاختبار".

يقول التقرير: "في مقاطعة كيليس، يعيش 120،000 شخص من المقاطعة مع 120،000 لاجىء، ولا توجد مدينة أخرى في العالم تستضيف لاجئين يساوي عددُهم عددَ سكانها". ويضيف: "إن عملية المواءمة في كيليس يمكن أن تكون موردًا لبحوثٍ هامة في السوسيولوجيا، والناس الذين يعيشون في المقاطعة يستحقون جائزة نوبل للسلام لكرم الضيافة والتسامح والوئام".

وبالإضافة إلى توفير المأوى للاجئين، عجلت تركيا إلى تلبية الاحتياجات الأخرى للاجئين، بما في ذلك التعليم والصحة. ووفقًا للتقرير، تم توفير التعليم لـ 638،000 طفل لاجئ. وفي مجال الصحة، تم توفير العلاج لأكثر من مليون مريض، وأجريت أكثر من مليون عملية جراحية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!