ترك برس

تناول الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، محاولات بعض أحزاب المعارضة التركية لتشويه سمع الجيش السوري الحر منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون" ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، في منطقة عفرين السورية، وموقف الرئيس رجب طيب أردوغان من هذه المحاولات.

ورأى ياشا، في تحليل نشره موقع أخبار تركيا، أن عملية غصن الزيتون أثارت استياء أطراف عديدة، وأن كل واحد من تلك الأطراف الداخلية والخارجية لديه أسباب خاصة لرفض العملية إلا أن ما يجمعها حاليا هدف واحد، وهو تشويه عملية غصن الزيتون.

وبحسب الكاتب، فإن حزب الشعوب الديمقراطي، يرفض العملية العسكرية التي تهدف إلى طرد الإرهابيين من عفرين أولا، ومنبج ومناطق أخرى ثانيا.

وهذا الرفض، جملة وتفصيلا، أمر متوقع ومفهوم، لأن الحزب المذكور يعد الجناح السياسي لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، وأن العملية أطلقت من أجل إنهاء سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لذات المنظمة في شمال سوريا.

أمّا حزب الشعب الجمهوري، برئاسة كمال كيليتشدار أوغلو، فقد أعلن في البداية دعمه لعملية غصن الزيتون، إلا أنه قيَّد هذا الدعم بكلمة "الآن"، وكانت هذه الكلمة تشير إلى أن حزب الشعب الجمهوري قد يسحب دعمه للعملية في أي لحظة.

وكانت التوقعات المبنية على التجارب السابقة تقول إن كيليتشدار أوغلو سيغير تصريحاته الداعمة للعملية ليبدأ في انتقاد التدخل العسكري في شمال سوريا.

وأوضح ياشا أن هذه التوقعات كانت في محلها، إذ لم يفاجئ كيليتشدار أوغلو الرأي العام التركي، وسرعان ما انقلب على موقفه الأول، وبدأ ينتقد عملية غصن الزيتون، ولكن بطريقة مختلفة.

ولأن الشعب التركي يحب الجيش التركي، لم يتجرأ رئيس حزب الشعب الجمهوري على انتقاد الجيش التركي مباشرة، ولذلك استهدف في تصريحاته الجيش السوري الحر الذي يشارك في عملية غصن الزيتون إلى جانب القوات التركية، بحسب الكاتب.

كيليتشدار أوغلو، في لقائه مع ممثلي الصحف والقنوات التلفزيونية بالعاصمة أنقرة، انتقد مشاركة الجيش السوري الحر في عملية غصن الزيتون، وزعم أن الجيش التركي يقاتل في شمال سوريا في ظروف صعبة، ولكن انتصاراته تسجل لصالح الجيش السوري الحر. وأضاف متسائلا: "لماذا يتستر الجيش التركي وراء الجيش السوري الحر؟"

نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزتورك يلماز، ذهب إلى أبعد من ذلك في انتقاده لمشاركة الجيش السوري الحر في عملية غصن الزيتون، ووصف الجيش السوري الحر بــ"مجموعات جهادية"، وادَّعى في برنامج تلفزيوني أن جميع الفصائل المقاتلة في سوريا ضد النظام خرجت من رحم تنظيم القاعدة.

النائب عن حزب الشعب الجمهوري، أرن أردم، هو الآخر استهدف الجيش السوري الحر في تصريحاته، ووصفهم بــ"مجموعة كلاب"، إلا أن صدور مثل هذه التصريحات والشتائم منه أمر غير مستغرب، لأنه سبق أن أعلن بكل صراحة ووقاحة أنه سوف يقاتل في صفوف الجيش الإيراني ضد بلاده إن نشبت حرب بين تركيا وإيران.

حزب الشعب الجمهوري، في حقيقة الأمر، منزعج من عملية غصن الزيتون. لأنه يرى أن الحل في سوريا يمر فقط من دعم النظام السوري والتحالف معه. كما أنه مخترق إلى حد كبير من قبل الموالين لتنظيم الكيان الموازي الإرهابي والموالين لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية.

وفي إشارة إلى هذه النقطة، قال كاتب أتاتوركي موال لحزب الشعب الجمهوري، إن أتاتورك لو عاد من قبره إلى الحياة وخاض منافسة مع زعيم الإرهابيين عبد الله أوجلان لتولي رئاسة حزب الشعب الجمهوري لخسر المنافسة.

هناك هجوم آخر يستهدف الجيش السوري الحر من جهة أخرى بسبب مشاركته في عملية غصن الزيتون، ويتهمه بأنه يقاتل من أجل أجندة تركيا، متناسيا أن تطهير شمال سوريا من الإرهابيين الانفصاليين هو لصالح الشعب السوري وثورته المباركة.

الهجوم على الجيش السوري الحر، سواء جاء من جهة حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي أو من جهة من يصفه بــ"المرتزقة"، يخدم أجندة النظام السوري وحلفائه، كما يخدم الإرهابيين الانفصاليين وخطة تقسيم سوريا التي تقف وراءها الولايات المتحدة.

هذا ما دفع رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان إلى الدفاع بقوة عن مشاركة الجيش السوري الحر في عملية غصن الزيتون، ووصفه بـ"مكون وطني يدافع عن بلاده".

وشدّد أردوغان على أن الجيش السوري الحر يشبه قوى المقاومة الشعبية التي تشكلت في تركيا إبان عشرينيات القرن الماضي لمواجهة الجيوش الغازية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!