ترك برس

تتميز الثقافة التركية بأزياء عديدة اﻷشكال وبأنواع وألوان مختلفة، مما يعكس غنى هذه الثقافة وعبق حضارتها، فهي ترجع بنا إلى عصر الإمبراطورية العثمانية.

وكان من أبرز اﻷزياء التركية أزياء القصور، التي تميزت بالفخامة، وكانت تلك اﻷزياء تستغرق أشهرا لتصميمها وخياطتها وتطريزها. وكل منطقة من مناطق تركيا تميزت بأزياء تراثية خاصة بها، وتميزت جميعها بالحشمة والجمال والذوق الرفيع.

يعمل اﻷتراك المحبون لتراثهم الثقافي والاجتماعي على حماية أزيائهم التقليدية والمحافظة عليها، لتبقى حية، لما تمثله من أهمية كبيرة للثقافة التركية واﻷجيال القادمة.

في ولاية أردهان وفي مركزها مدينة أردهان التي تقع أقصى شمال شرق تركيا، وتبلغ مساحتها 5.579 كيلومتر مربع ويبلغ تعداد سكانها 105.454 نسمة، وتتميز بمناخها القاري حيث الشتاء الطويل، وتصل درجة الحرارة فيها إلى 20 تحت الصفر، وهي ذات أغلبية تركية مع أقلية كردية، ويعتمد اقتصادها على الزراعة وتربية المواشي.

في قرية سيرفيدان التابعة لمدينة أردهان سيدة متقدمة في العمر، اسمها أفيدان أتماجا، ترتدي زيا  تراثيا، وتقول: "اعتدت على ارتدائها منذ ولادتي، فهي ألبستنا التراثية، كما فعلت أمهاتنا وجداتنا من قبل."

تكمل أتماجا حديثها: "في سن الخامسة والثلاثين، اضطررت لخلع هذه الثياب فقد أجريت لي عملية جراحية، ومن فرط حبي لهذه الألبسة، قررت صناعتها لتكون ملائمة لدمية صغيرة، وهكذا بدأت القصة."

بعد سنوات، جاء إلى القرية رجل من إزمير، وحين شاهد الدمية التي ترتدي ملابس تراثية (التي صنعتها أتماجا) أحبها كثيرا وأراد شراءها، ورفضت أتماجا بيعه الدمية فلم يكن هدفها بيع الدمى في ذلك الحين، ولكنها أهدته الدمية.

شارك الإزميري هذه الدمية في معرض إزمير الدولي، وفازت الدمية بالجائزة العالمية للتراث العالمي، وصورها صحفي ياباني ونشر صورها حول العالم.

بعد عدة سنوات قابلت رئيسة الوزراء تانسو تشيللر (في ذلك الحين)، أتماجا وسألتها عما تريد من أجل الحفاظ على التراث؟، فأجابتها: "أريد أن أعلم مهنة صناعة هذه الدمية وثيابها التراثية لنسوة المدينة"، وقدمت لها تشيللر ما تحتاج من أجل ذلك.

هذه الثياب التراثية خاصة بقبائل التركمان التي جاءت من آسيا الوسطى، واستمر أحفادها بارتدائها.

تصف أتماجا قائلة: "الكوفية مثلا ترتديها لحماية الرأس من أشعة الشمس الحارقة صيفا، ومن البرد القارس شتاء، وهذه اﻷكمام مثلا كانت ترتديها النسوة عند حملهن ﻷبنائهن، وأيضا كانت للعذارى ألبسة خاصة بهن فاللنسوة وللعذارى ملابس مختلفة. فالبنت العزباء تلبس الحلي وتخلع ملابس العذارى يوم زفافها وتلبس هذه التي ترونها وتداوم عليها."

وتؤكد أتماجا: "ما زلت أعلم النسوة هذه المهنة، إلا أنني بت أبيع ما أنتج عبر اﻹنترنت، وما أريده من النسوة اللواتي أعلمهن أن يحافظن على هذا التراث ولا يُضِعنَهُ وينسينه."

يوجد في إسطنبول متحف ﻷلعاب اﻷطفال في منطقة غوزتبه، أسسه سوناي أكن عام 2005، جمع فيه ألعابًا من كافة أنحاء العالم يعود تاريخ بعضها إلى ثلاثمئة عام. ترتدي الدمى الموجودة في المتحف اﻷزياء التراثية المختلفة في تركيا وألمانيا وعدد من دول العالم. والمتحف عبارة عن قصر خشبي من خمسة طوابق مكسو باللون اﻷبيض.

يأخذ المتحف زائريه إلى ماضي الطفولة البريئة، فتستمتع العائلة واﻷطفال بزيارته بالعودة إلى الماضي. ويعد هذا المتحف واحدًا من أكبر خمسة متاحف للألعاب في العالم، فهو يضم أهم اﻵثار في تاريخ اﻷلعاب في العالم.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!