الأناضول

عقد المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، اليوم الجمعة، في مدينة إسطنبول، ملتقى البرلمانيين لأجل القدس، ويتضمن عددا من الجلسات التي تتناول القدس والأقصى إضافة إلى القضية الفلسطينية ودور البرلمانيين فيها، ومن المقرر أن يستمر ليومين.

ويتضمن الملتقى عددا من الجلسات، منها "فلسطين من المقاومة إلى التحرير" وتتضمن عرضا للقضية الفلسطينية في ظل التطورات الأخيرة، و "مشروع الدولة بين حدود الزمان والمكان"، والجلسة الثانية هي "الأقصى بين التهديد والمواجهة"، فيما الجلسة الثالثة هي "غزة بين الحصار والإعمار" وتتضمن مشاريع الإعمار بين الحقيقة والإشهار، والجلسة الرابعة هي "البرلمانيون وفلسطين" وتتضمن تطوير آليات العمل البرلماني للقضية الفلسطينية، ومعاناة النواب المختطفين.

وقال عبد المجيد مناصرة، رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، إنه "في القاهرة عام ١٩٣٨ عقد أول مؤتمر برلماني عربي إسلامي من قبل الآباء والأجداد، من أجل فلسطين في القاهرة، واجتماع اليوم مماثل له بعد ٧٠ سنة في مدينة إسطنبول، مدينة السلطان محمد الفاتح".

ولفت إلى أن "هذا الاجتماع هو رد على كل من اعتقد ان الوقت مناسب، وقد حان لتصفية القضية الفلسطينية، وحشرها وإنهاء ونزع صفة الاحتلال عن العدو المغتصب، بل إن قضية فلسطين غير قابلة للتصفية والشطب والنسيان، مهما تآمر وانهزم واتخذ ضد فلسطين قرارات إقليمية ودولية".

وشدد على أن "فلسطين تعيش حاليا أصعب وأحلك مراحلها، حيث أكد العدو الإسرائيلي، أنهم يعيشون بعد الانقلابات والثوارات المضادة مرحلة أكثر أمنا وراحة، ويعبرون عن تضاعف عدد اليهود المهاجرين إلى الأرض المحتلة من بعض الدول الأوروبية والأمريكية".

كما أضاف أنه "أجمع كثير منالدارسين أن عام ٢٠١٤ كان الأصعب على القضية، من خلال العدوان الذي صنف في جرائم الحرب وجرائم التهويد التي تضاعفت، ومن خلال مخططات التقسيم والتدليس والحفريات التي تهدد الأقصى، ومن خلال الحصار المستمر لغزة، حتى تحولت لسجن كبير، والوضع غير الإنساني للأسرى، والانقسام الفلسطيني الذي وصل لدرجة التمييز بين الموظفين على أساس حزبي أو جغرافي".

وتابع القول "يضاف لما سبق، اللهث دون جدوى للدولة منزوعة المقومات والمتنازلة عن الحقوق، ومن خلال إبعاد الشعوب العربية والإسلامية بإشغالها بأمور محلية، وحروب داخلية، وأمام كل هذه الصعوبات الباعثة لليأس، فإن الأمل باق بنصر الله، وتصنعه المقاومة الفلسطينية بصمودها، والاتفاف حولها وحول برنامجها، وتطور أدائها العسكري والبرلماني، والأمل الذي يصنعه البرلمانيون في المؤتمر والعمل الميداني في الأقطار".

وأوضح أنه "يشارك في المؤتمر ١٥٠ برلمانيا يمثلون ٢٠ قطرا عربيا وإسلاميا، مع غياب قسري لنواب من فلسطين وبعض النواب الاردنيين، مبينا أن المهم هو المشاركة الفاعلة من البرلمانيين والبحث معا للاقتراحات العملية للقيام بالواجب البرلماني تجاه فلسطين وانتظار الرأي والمشاورة والاقتراح من المشاركين في المنتدى للوصول إلى أهدافه".

وأدان "العمل الذي استهدف صحفيين فرنسيين في باريس قبل أيام إدانة واضحة لا غموض بها، ولا يقر أصحاب الفعل تحت أي عنوان كان، ولا أي مسمى كان"، مشددا على أنه "مهما كان الرأي مسيئا ومستفزا للمسلمين يجب أن يواجه بالرأي، وبكل وسائل التعبير القانونية وعلى الجميع احترام الأديان وحقوق الإنسان وتغليب لغة الحوار والتعاون والتعارف".

أما النائب البرلماني، وممثل الرئيس التركي الخاص لليبيا، أمر الله إشلر، فأكد أن "خبراء العلاقات الدولية والمؤرخين، اتفقوا على أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، يشكل أكبر مشكلة تواجه الشرق الأوسط، حيث لعبت فلسطين عبر التاريخ دوراً مركزياً، بسبب القيم التاريخية التي تمتلكها المنطقة المحتضنة للتراب الفلسطيني، إلا أن المشاكل التي تفجرت مع تأسيس إسرائيل، جعلت المنطقة التي ترمز للسلام وجميع القيم السمحة، ساحةً للمآسي والآلام والتشرد".

وأضاف في كلمته أن "إقامة دولة إسرائيل وما تبع ذلك من سياسات توسعية، يشكل أكبر العقبات التي تحول دون تحقيق السلام في المنطقة، وإن القضية الفلسطينية التي تحافظ على زخمها منذ قرن من الزمن، تؤثر بشكل مباشر على التطورات الأخرى الحاصلة في المنطقة".

وأبدى أسفه لأن "الدول الإسلامية، وخاصة دول العالم العربي، لم تظهر الشجاعة الكافية ولم تبذل الجهد اللازم من أجل التوصل إلى حل يضع حداً لهذه المشكلة، فضلاً عن أن التشرذم الفكري الذي كان أحد نتاجات التشرذم الجغرافي بين تلك الدول، وجّه ضربةً مؤلمة لمسار إيجاد حلّ لهذه القضية، لا تقل عن ضربات سياسات إسرائيل العدوانية، وأن دول المنطقة غير العابئة بالقضية الفلسطينية، تقف دون أدنى شك موقف العاجز عن تفسير ما يجري لشعوبها".

من ناحية أخرى، قال نائب رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين سعود أبو محفوظ، أن "هذا الائتلاف بات لوبي ممتد، ومروحة عالمية تضم العديد من الائتلافات، من خلال ائتلافات دول الباسفيك، وائتلاف دول البلقان والائتلاف المغاربي، ونجح الائتلاف بتنظيم ١٨ ملتقى ومؤتمر في ٤ سنوات من عمره في عدد من العواصم والمدن".

وأعرب عن "استبشاره خيرا بالزمان والمكان والإنسان، والملتقى يطوي المكان وزمانه، ولتكن صرخة عالمية من أهل الشام للاستنهاض والانهاض، والبعث والايقاظ، والتحريك والإسناد والارفاد، والاتصال والتواصل، وللمراكمة والملازمة، فالائتلاف البرلماني العالمي هتاف صارخ في مسامع الرواد على امتداد الأمة"، على حد وصفه.

وأكد على أن "المسجد الأقصى في شدة، ولأول مرة يغلق منذ تشرين الأول/ اكتوبر من عام ١١٨٧، مع منع الصلاة، واستباحة المسجد، وتكرار الاقتحامات، ولأول مرة يصبح التقسيم الزماني أمرا واقعا، بواقع خمس ساعات يوميا، من أجل تقسيم المكان، وأول مرة يدنس داخل المسجد بالاحذية، كما أن الأوقاف والعقارات في حالة يرثى لها، وهي مهملة"، مشددا على أنه "ما بقيت إسرائيل، فإنه لن تتحرر القدس". 

أما رئيس لجنة الصداقة البرلمانية التركية الفلسطينية في البرلمان التركي، مراد يلدرم، فأكد أن "القضية الفسطينية هي مشتركة للعالم الاسلامي جميعا، والشعب الفلسطيني هو الأكثر تعرضا للظلم في العالم، وتحول ما حدث في القدس إلى كابوس من ظلم للمسلمين والمسيحيين، بعد أن عاشوا لقرون مع بعضهم البعض".

وقال البرلماني التركي أن "العلاقات التركية تقوم على التاريخ والأخوة، وتركيا قدمت الدعم للفلسطينيين، في حين أن الاعتداءات الاسرائيلية مستمرة، وتستهدف تغيير التاريخ والواقع الإسلامي والفلسطيني، كما دنست الاقصى، وانتقل الاعتداء لمراحل خطيرة، وتحمل فرصا لقيام حرب بين الأديان".

وأضاف أن "على الدول الغربية الإقدام على خطوات لمنع الاسلامفوبيا، مع استمرار استهداف المسلمين ودور عبادتهم في مختلف أنحاء العالم، حيث هناك تحرك بشكل مخطط لحرب دينية، والمجتمعون البرلمانيون منتخبون من قبل الشعوب، يجب عليهم أن يقفوا بوجه اسرائيل والاسلامفوبيا، والعمل على دولة فلسطيينة مستقلة".

وفي نفس الإطار، شدد على "ضرورة العمل بشكل فردي وجماعي، فيما يجب التحرك كالجسد الواحد لحماية الاقصى، ويجب استثمار منظمة التعاون الاسلامي الذي عليه مسؤولية كبيرة، ويجب ان يعمل افضل، كما يجب العمل رسميا وشعبيا أكثر، وايصال رسائل بما يخص فلسطين وما يعني للمسلمين".

ولفت إلى أن "البرلمان التركي ادان هجمات اسرائيل الأخيرة ضد غزة، ونظم مسيرة ضد هذا العدوان، ويعمل على التواصل مع اللجان المشتركة في البرلمان، والتواصل مع البرلمان الاوربي، لتناول ما يحصل في فلسطين في كل الميادين"، مؤكدا أن "إسرائيل دولة إرهابية غير مشروعية، ورغم تحذيرات الامم المتحدة فهي تواصل الاستيطان".

وأشار إلى أن "تركيا ستواصل دعمها من أجل استقلال دولة فلسطينية بحدود ١٩٦٧، وهذا سيعزز من السلام العالمي، وعلى المجتمع الدولي العمل على ذلك، ولا يكفي إدانة ممارسات اسرائيل، بل معاقبتها لمخالفة قرارات الأمم المتحدة"، مبينا أنه "نحن كمسلمين إن لم نكن خلف قضيتنا، فلن نحصل على نتيحة، لذا على المسلمين العمل المشترك، أما غير ذلك وانتظار الآخرين فلا نتيجة منه".

كما تحدث في المؤتمر رئيس المنتدى العالمي لللبرلمانيين الإسلاميين بالنيابة، ناصر الصانع، حيث قال إن "فائدة المؤتمر هو في الندوات والحوارات، ولكن التعويل الأكثر هو على البرلمانيين، والاتفاق على خارطة للعمل، والتحرك وفقها ووفق الإمكانيات، والموجودون يستطيعون العمل".

وأبدى "تخوفه من التحمس من قبل المجتمعين ليومين، ومن ثم العودة بعد ذلك للانشغال الشخصي"، موضحا أنه "يجب أن يكونوا صورة للالتزام، وضمان الأولويات من قبلهم، والاتفاق عليها، وإضافة شيء عملي، ويجب معرفة ان قضية القدس وفلسطين تجمع الكل رغم اختلاف المشارب السياسية، ودور البرلمانيين هو الحفاظ على الرصيد الموجود من التعاطف الشعبي والمبادرات الموجودة في العالم". 

وتأسس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في العاصمة الأندونيسية جاكرتا عام ٢٠٠٧، وقضية فلسطين في أولوياته، وتستمر الاجتماعات ليومين، وبث المنظمون شريط فيديو فيه كلمة لبرلمانيي القدس الذين لم يستطيعوا القدوم بسبب ظروف الحصار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!