ترك برس

ربما لا يخطر على البال أن لقلم الرصاص استخدام غير الكتابة والرسم، ولكن هناك فنا يتقنه عليه أحد الفنانين الأتراك وهو فن "النحت على قلم الرصاص”، ويتميز بدقته الشديدة.

ابتكر هذا الفن الفنان البوسني جادرانكو جوردوفيتش، وبدأه بشكل منزل مثلث الشكل، فباستخدام أحد الأدوات ذات الحرف الرفيع ينحت جوردوفيتش على القطع الرصاصية التي توجد فوق الخشب في القلم الرصاص.

وبدقة نظر شديدة وتركيز كبير، يشكل هذا الفنان رسومات مختلفة، ليحول القلم الرصاص إلى تحفة فنية رقيقة وجميلة.

منحوتات ثلاثية اﻷبعاد من أقلام الرصاص 

يعمل الفنان التركي نهاد أوزجان على حفر و نحت أقلام الرصاص في إسطنبول، وقد تدرج في هذا الفن من بدايات متواضعة حتى وصل إلى فتح معارض في إسطنبول مخصصة لهذا الفن.

قبل نحو عامين، وبالصدفة رأى أوزجان أقلام رصاص محفورة ومنحوتة، وانبهر الفنان التركي أوزجان بالقلم المحفور ، فرغب بتجربة إنجاز شبيه له، ونجح في ذلك دون أن يتدرب على يد أحد، ومنذ ذلك الوقت وهو يقوم بحفر قطع ومجسمات من أقلام الرصاص.

وفي حديثه مع قناة الجزيرة، يقول أوزجان: "مع كل منحوتة أتعلم شيئا جديدا، هذا الفن ليس بالسهل، فأنا أعمل على القطعة ليل نهار ، وبسبب التركيز الشديد أُصبت بالتشنج في عنقي وظهري ويدي، ناهيك عن التعب المستمر في العيون”.

وعما أنجز من منحوتات، قال أوزجان: “رغم ذلك التعب، فقد استطعت إنجاز ما يزيد على 100 قطعة حتى اليوم، وأقمت معرضا للمنتجات في إسطنبول

وكنت فخورا جدا لدهشة الكثيرين من دقة منحوتاتي على أقلام الرصاص”.

وعن اﻷداة التي يستخدمها في النحت، قال أوزجان: "لا أحتاج إلا لقلم رصاص من القرطاسية، وتكفيني سكين قاطعة أو مشرط لعملي، باﻹضافة إلى الكثير من الصبر والدقة الشديدين”.

ولدى سؤاله عن ممارسيي هذا الفن في الخارج، أجاب أوزجان: "لا يتعدى عدد ممارسي هذا الفن العشرة أشخاص في العالم، ومعظمهم يستخدمون المجاهر وأجهزة التضخيم، أنا من النادرين ممن يمارسون هذا الفن بالعين المجردة”.

وعن الوقت الذي يستهلكه في صنع المنحوتة الواحدة، قال اوزجان: "تستهلك المنحوتة الواحدة من عدة ساعات إلى ستة أشهر ، وأصمم حاليا قطعًا قد يستلزم إنتاجها عاما كاملا”.

وتابع قائلا: "بالتأكيد منحوتاتي مرهقة للغاية وقابلة للكسر والانشطار بسهولة، وكثيرا ما خسرت أعمالا كنت عكفت عليها أسابيع بل وأشهر، عندها أبقى أردد أن الصبر مفتاح الفرج، الصبر مفتاح الفرج”.

ولفت اوزجان إلى أن "هذا الفن يعلمني ترك هموم الدنيا ومشاكلها، وينمي فيّ القدرة على التفكير والتركيز الثلاثي الأبعاد، ويزيد قدراتي اليدوية، فلا شيء يوازي راحة وسعادة الانتهاء من نحت قلم ما، وأبقى أتأمله لساعات بعد الانتهاء منه”.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!