ترك برس

يقع هذا الجامع في قضاء بالابان Balaban التابع لمدينة "دارينده" Darende الواقعة في ولاية مالاطيا شرقي تركيا، والتي تبعد عن مركزها قرابة 107 كيلومترات.

بني الجامع بأمر من السلطان العثماني يلدرم بيازيد في القرن الخامس عشر إكراما لأحد مشايخه عبد الرحمن إرزنجاني أحد تلامذة وخليفة الشيخ المتصوف المشهور "سيف الدين إردبالي". قدم الإرزنجاني خدمات كثيرة للدولة العثمانية وعاش في بلدة "بالابان" ووافته المنية عام 1432 ميلادي (835 هجري) فيها، ولهذا فقد سمي باسمه و تم ترميمه وإعادة إنشائه عام 1960 من قبل رجل الدين المتصوف عثمان خلوصي أفندي بإشراف المهندس المعماري شريف علي أككورت.

ويجذب الجامع سنويا الكثير من الزوار بفضل جمال عمارته المميزة، فهو على شكل مخمس ذو أسقف مائلة تسحر الناظرين، وترمز الخمسة أضلاع إلى شروط الإسلام الخمس ولديه 6 زوايا ترمز لشروط الإيمان الست، أما المئذنة فهي مدببة ومنفصلة عن الجامع و ترمز إلى راية الإسلام.

أما الأسقف فهي مائلة بدرجة 20 بالمئة للخارج، وبالرغم من قلة نوافذه الجانبية على الجدران إلا أن إضاءته جيدة بفضل تصميم الأسقف بشكل خاص يسمح بمرور نور الشمس. ويوجد بالقرب منه مجمع لتحفيظ القرآن ذو سقف قرميدي أحمر ومكان خاص لإقامة الطلبة.

من جهته، قال السيد "وداد بورج" إمام الجامع الحالي لمراسل الأناضول: "يعد هذا الجامع الأول من نوعه في تلك الحقبة، ويحمل جمال العمارة التركية- الإسلامية، ويشبه البناء السلجوقي فهو بدون قبب إلا أنه مغطى بأسقف مختلفة تعكس نور الشمس للداخل، ويعتبر حجم الجامع من الداخل واسعا نسبيا فلايوجد داخله أية أعمدة".

وتابع السيد "بورج" قائلا: "لقد صمم هذا الجامع ليكون أفضل وأميز جامع على الإطلاق في تلك الفترة وحتى في يومنا الحالي، فقد اهتم أثناء بنائه بكل تفصيل من تفاصيله وبدقة حتى يكون الأول و الأندر من نوعه، حتى أن بعض الجامعات والكليات التقنية تطرقت لتدريسه كموضوع معتمد للطلاب".

وأفاد رئيس بلدية دارينده "سليمان أثر" بأن ما يجذب الأنظار أيضا هو موقعه المميز فهو يقع على طريق الأوتستراد السريع مالاطيا - قيصري ولهذا فإن الكثير من الذين يمرون بجانبه بالسيارة يقفون ويؤدون الصلاة فيه، ويلتقطون الصور الفوتوغرافية الرائعة بجانبه.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!