غزوان المصري - خاص ترك برس

دفعت الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية كثيراً من المواطنين من البلاد العربية يلجؤون إلى تركيا بحثاً عن الاستقرار، وبات المواطن الذي ظُلم في بلده يحلم بالحصول على الجنسية التركية، وخاصة الإخوة السوريون الذين يُحَارَبون من قبل نظام الأسد بحرمانهم من الحصول على أدنى حق لهم ألا وهو الوثائق، فالنظام السوري يستغل حاجة المواطن ويبتز عجزه للحصول على جواز السفر أو الوثيقة التي تسمح له بالاستمرار في حياته بعد أن نجا من الموت.

وفي تركيا يحق للأجنبي التقدّم بطلب الحصول على الجنسية التركية بعد إقامة عمل (أقامة دائمة وليس مؤقتة - سياحية) فعلية مدة خمس سنوات متتالية ومتصلة دون انقطاع وبشكل قانوني، بشرط أن لا تكون الاقامة لغرض الدراسة، وخلال الخمس سنوات يجب أن لا تزيد المدة التي قضاها خارج الحدود التركية على ستة أشهر.

أيضا من الأمور التي تؤهل الأجانب للتقدّم بطلب الحصول على الجنسية التركية، الزواج من مواطن تركي أو مواطنة تركية، عندها وبعد مضي مدة ثلاث سنوات يحق للزوج الأجنبي تقديم طلب الحصول على الجنسية التركية ويشترط إثبات التلاحم والترابط الأُسري خلال هذه الفترة.

كما يحق لمن له أصول تركية ويمكنه إثبات الانتماء إلى الدولة العثمانية أن يتقدم بطلب الحصول على الجنسية التركية بشرط تقديم الوثائق التي تدل على أصوله العثمانية.

وحسب القانون التركي الحالي، يحق لمجلس الوزراء منح الجنسية التركية بشكل خاص لرجال الأعمال والمستثمرين والفنانين والاقتصاديين والمفكرين ومن يساهم في تطوير الزراعة والتجارة والصناعة والفن والرياضة ولأصحاب القدرات العلمية الخاصة والابتكارات الهامة.

وهناك شروط يجب توفرها لدى الشخص الذي يتقدم بطلب الحصول على الجنسية التركية، أن يكون قد استوفى المدة الزمنية المطلوبة وأن يكون قد قرر الإقامة الدائمة في تركيا، فعندها يجب أن يحصل على شهادة صحية من وزارة الصحة تفيد خلوه من الأمراض السارية، ولابد أن يكون على خلق وسيرة وسلوك حسن، وعنده المقدرة على التكلم باللغة التركية بما يكفي للحياة اليومية، وأن يملك عملاً ومصدر دخل له ولمن يعولهم.

ويعتبر الشرط الأساسي للحصول على الجنسية التركية أن لا يُشكّل المتقدم على طلب الجنسية خطراً على الأمن القومي التركي أو الأمن العام في البلاد، وهو من أهم الشروط التي تعيق كثيراً من المتقدمين للحصول على الجنسية التركية، وخاصة أنّ المتقدم يجب أن لا يكون قد تعرض للسجن في تركيا على خلفية قضائية جنائية.

تبدأ عملية تقديم الطلب من دائرة النفوس وذلك بتقديم طلب الحصول على الجنسية التركية بعد استيفاء الشروط اللازمة، حيث يتم تقييم الملف من قبل اللجنة المختصة بذلك، وعند التأكد من استيفاء الشروط يتم رفع الملف إلى مجلس الوزراء الذي يتخذ القرار النهائي، ويمكن أن يطلب من المتقدم على طلب الجنسية أن يتخلى عن جنسيته الأصلية وهذا ليس بالضرورة أن يكون عائقا أمام مجلس الوزراء للموافقة على الطلب ويؤخذ القرار حسب رؤية المجلس.

أما الذين يعيشون خارج تركيا ولهم أصول عثمانية أو قد استوفوا المدة المحددة من مدة الزواج، فيمكن أن يتقدموا بطلب في السفارات التركية أو القنصليات، ومتابعة هذه المعاملة أسهل على المتقدم لأنها تكون عن طريق الخارجية التركية التي تتابع في أنقرة إنهاء اجراءات الجنسية للمستفيد.

حسب القانون الحالي فالولادة على الأراضي التركية من أب وأم أجنبيين لا تؤهل صاحبها الحصول على الجنسية التركية كما في بعض دول العالم، إلا إذا كان أحد الأبوين يحمل الجنسية التركية فإن المولود يكتسب الجنسية مباشرة، أو أن المولود على الأراضي التركية ليس له الحق أن يكسب الجنسية من أحد أبويه فإنه يمنح الجنسية التركية.

الجنسية للمستثمر 

حسب التعديلات الأخيرة لقانون المواطنة التركية سيتم منح الجنسية التركية للمستثمرين الذين يقومون بامتلاك عقار بقيمة مليون دولار أمريكي وذلك بشرط عدم بيعه لمدة ثلاث سنوات.

كما ستمنح الجنسية التركية للمستثمرين الأجانب الذي يقومون باستثمارات ثابتة بقيمة 2 مليون دولار وتوثيق ذلك من قبل وزارة الاقتصاد التركية،

أو إيداع مبلغ 3 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات في البنوك والمصارف التركية، أو لمن يستحوذ على سندات اقتراض الدولة لمدة ثلاث سنوات بنفس القيمة "3 مليون دولار". 

وحسب القانون أيضا سيتم منح الجنسية التركية لمن يوفر 100 فرصة عمل للمواطنين الأتراك.

ويشمل القانون الأجانب من حملة إقامات العمل والبطاقات التركوازية وأزواجهم/ أزواجهن، وأولادهم القُصّر أو المُعالين.

والسوريون الذين يحملون بطاقة تعريف والمقيمين في تركيا فقد بدأت الحكومة التركية بعمل احصاء لهم وتسجيلهم بقوائم استعدادا لمنحهم الجنسية التركية بعد اجتيازهم التدقيق الأمني،  وخاصة لحاملي إذن العمل، أو المؤهلات العملية، بالإضافة إلى أصحاب المهن فمن المؤكد أنهم سيستفيدون من القانون الخاص بمنح الجنسية التركية والذي سيشمل أيضا أزواجهم وأولادهم القُصّرأيضا.

( يتم تحديث الموضوع دائما على حسب التعديلات التي يشهدها القانون التركي في هذا الباب )

عن الكاتب

غزوان المصري

خبير بالشؤون التركية، مهتم بالاقتصاد والسياسة والأعمال وبالتواصل العربي التركي ونائب رئيس منتدى الأعمال الدولي IBF


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!