ترك برس

يشهد طريق كاريا الأثري (Karia Yolu) إقبالا كبيرا من السياح الأجانب والمحليين سنويا، ويعود تاريخه إلى ما يقارب ثلاثة آلاف سنة، ويمتد بطول 800 كيلومتر ويتكون من 46 قسم. ويبدأ من مدينة "تشينه" Çine التابعة لولاية آيدن وينتهي في ولاية موغلا مارا بكل جزرها. و يقوم الزوار بالعديد من الأنشطة فيه كالمشي وركوب الدراجات الهوائية والتجديف الزورقي ونصب الخيم ومشاهدة غروب الشمس من هناك.

وأفاد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة موغلا السيد "بولنت كاراكوش" لمراسل الأناضول قائلا: "يعتبر طريق كاريا أطول مسار للمشي في تركيا بطول 800 كيلومتر، ويحوي الكثير من المناطق الطبيعية والمدن الأثرية التاريخية المتداخلة ببعضها البعض على طوله."

ستصادفكم أثناء مسيركم على هذا الطريق الرائع بحيرة بافا التي تحتضن الكثير من الطيور المتنوعة وبجوارها المدن الأثرية كالموجودة بالقرب من مدينة "ياتاغان" Yatağan التابعة لولاية آيدن، وستستنشقون عبق التاريخ من منازل موغلا الأثرية، وعند مروركم بخليج "غوك أوفا" Gökova Körfezi ولا تفوتوا فرصة السير على ساحله والتمتع بركوب الدراجات الهوائية والتجديف الزورقي وركوب الأمواج بواسطة القوارب الشراعية/ وعند حلول المساء نصب الخيم ومشاهدة غروب الشمس. 

 مقابر ملكية يعود تاريخها إلى نحو 2400 سنة

يوجد بالقرب من مدينة داليان التابعة لولاية موغلا مضيق داليان ومدينة كاونس الأثرية Kaunos Antik Kenti الذين يعتبران آخر نقطة من طريق كاريا، وبالطرف المقابل ستشاهدون مقابر ملكية أثرية يعود تاريخها لقرابة ألفين و400 سنة.

وأشار السيد كاراكوش أيضا لمراسل الأناضول، إلى أن افتتاح طريق كاريا عام 2013 أمام الزوار بالتعاون بين وزارة التنمية ومكتب تنمية إقليم إيجة GEKA ساهم بشكل كبير استقطاب الآلاف من المجموعات السياحية وبالتالي إلى دعم قطاع السياحة.

كما أفاد السيد "كاراكوش" بأن الدولة قامت بتركيب 220 لوحة طرقية ووضع 33 ألف إشارة استدلالية على طول طريق كاريا الممتد بين ولايتي آيدن وموغلا حرصا على سلامة الزوار وعدم توهانهم عن مسارهم.

"تأتي المجموعات السياحية بكثرة من مختلف دول العالم"

أكد كاراكوش على أهمية طريق كاريا التاريخي قائلا: "استخدم الناس طريق كاريا منذ القدم كطريق للتجارة، ولهذا ولكي لا يُنسى هذا التاريخ العريق قمنا بترميم وإعادة تأهيل بعض أقسامه ووضعنا آلاف الإشارات واللوحات التعريفية لتسهيل تنقل السياح." 

وأشار كاراكوش إلى الأهمية الكبيرة التي أولاها الزوار منذ اليوم الأول لافتتاحه قائلا: "أظهرت الإحصائيات أن قرابة مئة ألف زائر مروا من هنا خلال السنة الأولى للافتتاح وتضاعف العدد ليصبح نحو 200 ألف في عام 2017، فالمجموعات السياحية تأتينا من جميع أنحاء العالم لتقوم بالتجول واستكشاف طريق كاريا وتمارس مختلف الأنشطة الرياضية وحتى الإقامة، مما ساهم  بشكل كبير في زيادة أهمية ولايتنا على الصعيد السياحي."

ولفت كاراكوش إلى أن طريق كاريا يمر بكل شبه جزر ولاية موغلا، ويمر أيضا بقسم كبير من ولاية آيدن، وأفاد بأن غرفة تجارة وصناعة موغلا تقوم بأعمال مكثفة على صعيد التعريف بطريق كاريا في الداخل والخارج عن طريق المشاركة بالمعارض السياحية، وأنه بفضل ذلك تزداد أعداد الزوار يوما بعد يوم، "فكل يوم من أيام عطلة الأسبوع ستصادفون أحد هذه المجموعات السياحية".

كما أفاد "إمره دورالي" أحد المرشدين السياحيين لمراسل الأناضول بأنه يقوم بوظيفة إرشاد السياح وتنظيم الأنشطة الرياضية منذ عدة سنوات، وأن أعداد الزوار الأجانب القادمين من خارج تركيا آخذة في الازدياد.

"يستحق الزيارة"

كما أفاد المرشد السياحي والمدرب "فؤاد دال" لمراسل الأناضول بأنه درّب الكثير من الذين زاروا طريق كاريا في أثناء ممارستهم لبعض النشاطات كتسلق الجبال والمشي وركوب الدراجات الهوائية والتجديف الزورقي وغيرها، وأشار إلى استحالة رؤية آثار عريقة متداخلة في الطبيعة بهذا الشكل في مكان آخر، ولفت إلى أن معظم الذين زاروا كاريا أبدوا إعجابهم واندهاشهم بجمالها الطبيعي الساحر.

ومن بين الزوار الذين أعجبوا بالمنطقة "أمير ميرت" الذي جاء مع رفاقه من إسطنبول إلى موغلا، وقال: " لقد أعجبتنا المنطقة، جئنا إلى هنا ليلا ونصبنا خيمنا وفي الصباح الباكر ركبنا الدراجات الهوائية وذهبا إلى ساحل "غوك أوفا" الساحر وسبحنا بمياهه الصافية، حقا إنها تستحق الزيارة". وأكد "ميرت" عزمه على مجيئه إلى هنا وتكرار هذه المغامرة الممتعة في المرات القادمة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!