الأناضول

أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"؛ أن بلاده دائماً ما وقفت بجانب قارة إفريقيا، وستستمر في ذلك باعتبار أنها دولة؛ تدرك جيداً حجم المشكلات في القارة السمراء، وحجم الإمكانيات التي تتمتع بها، وذلك في الكلمة التي ألقاها، مساء اليوم السبت في منتدى الأعمال التركي - الجيبوتي، بالعاصمة جيبوتي التي يزورها حاليا لإجراء مباحثات رسمية. 

ولفت الرئيس التركي إلى أن دولة جيبوتي؛ "واحدة من بلدان القرن الإفريقي المستقرة، التي تحرز تقدماً على مسار التنمية بقيادة رئيسها "إسماعيل عمر جيله". كما تعد جيبوتي في الوقت ذاته؛ واحدة من أهم المراكز الأفريقية؛ لما تتمتع به من إمكانيات اقتصادية وموارد بشرية، وهى دولة ذات ثقل في علاقاتها الدولية بالمنطقة".

وأفاد "أردوغان" أن هذه هى الزيارة الأولى التي يجريها لجيبوتي بصفته رئيسا للجمهورية التركية، مضيفاً: "هذه الزيارة التي أُجريها لجيبوتي؛ تعد مؤشراً على مدى اهتمامنا بهذه الدولة الصديقة والشقيقة، حتى ولو جاءت متأخرة بعض الشيء".

وأشار الرئيس التركي إلى أن علاقات تركيا بالدول الأفريقية؛ شهدت قفزات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية، موضحاً أن بلاده تتبنى في علاقاتها مع البلدان الإفريقية؛ سياسة قائمة على استراتيجية تعميق تلك العلاقات بمرور الأيام في كافة المجالات. وشدد على أهمية القارة الأفريقية بالنسبة لبلاده؛ "فلها أهمية كبيرة، قائمة على أواصر الصداقة والأخوة، فضلا عن البعدين التجاري والاقتصادي".

لابد من رفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وجيبوتي إلى 200 مليون دولار: 

وشدد الرئيس التركي في كلمته على ضرورة رفع حجم التبادل التجاري بين بلاده وجيبوتي إلى 200 مليون دولار، مشيراً إلى أن مستوى التبادل التجاري بين البلدين؛ وصل في العام 2014 إلى مستوى 60 مليون دولار". وأوضح أن هذه الأرقام لا ترضي طموح البلدين، ولابد من زيادتها لتصل إلى 100 مليون، ثم 200 مليون دولار، بحسب قوله.

وأشار "أردوغان" إلى أن تركيا تحتل المرتبة السادسة اقتصاديا على مستوى أوروبا، والـ 17 عالميا "وذلك بما تملكه من عمالة شابة متدربة، ونظمها المالية الصارمة، واستثماراتها التنافسية، وبنيتها التحتية القوية"، موضحا أن بلاده التي تترأس مجموعة العشرين الاقتصادية حاليا؛ ستستضيف في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل قمة المجموعة المذكورة. 

وذكر "أردوغان" أن تركيا منذ العام 1996 عضو في الاتحاد الجمركي، وأنها أصبحت لديها ثقة كبيرة بنفسها في هذا الموضوع، مشيراً إلى أن 95 % من الصادرات التركية؛ عبارة عن منتجات صناعية "ولقد بلغ عائد الصادرات التركية 158 مليار دولار في العام 2014 ". 

وأوضح المسؤول التركي أن الدخل القومي لتركيا؛ وصل الآن إلى 820 مليار دولار، بعد أن كان 230 مليار في العام 2002، مؤكداً أنهم يهدفون إلى تجاوز هذا الرقم حاجز 2 تريليون دولار بحلول العام 2023، الذي اعتبر الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، على حد تعبيره. 

وأفاد "أردوغان" أن بلاده تحتل المرتبة الأولى في مجال الزراعة على مستوى أوروبا، والسابعة على مستوى العالم، وأن قطاع الإنشاء والمقاولات التركي، يتبوأ مركزا بين أول ثلاث قطاعات على مستوى العالم، مشيراً إلى أن القطاع الخاص في تركيا؛ له فضل كبير في النجاح الذي حققته تركيا في المجال الاقتصادي. 

وشدد "اردوغان" على أنهم حريصين على "مشاركة هذا النجاح مع أخوتنا في جيبوتي، ونريد أن نحققه معكم، ونحن في هذا الشأن لا نفكر بمنطق أن تكونوا أنتم السوق ونحن من يسوق، وإنما سنعمل معاً وسنكسب معا"، موضحاً أن مساحة الـ 5 الاف دونم التي تم تخصيصها لتركيا في جيبوتي؛ سيكون لهامردود إيجابي كبير للغاية على القطاع الاقتصادي لجيبوتي.  

مذكرة تفاهم بين تركيا وجيبوتي لإنشاء منطقة اقتصادية خاصة

وبخصوص مذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين تركيا وجيبوتي على هامش منتدى الأعمال؛ ذكر "أردوغان" أن البلدين وقّعا اليوم بحضوره وحضور نظيره الجيبوتي "جيله"؛ مذكرة تفاهم بشأن تأسيس منطقة اقتصادية خاصة، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق يهدف إلى تطوير العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.

وأستطرد قائلا: "الخطوات التي سيتم اتخاذها في هذا الشأن؛ ستزيد من الثقة والولاء بين أنقرة وجيبوتي، سوف نعيش معاً سعادة النظر إلى بعضنا البعض كأخوة، وليس كأصدقاء"، مشدداً على ضرورة بذلك كافة الجهود الممكنة؛ من أجل تطوير حجم التبادل التجاري بين البلدين. 

وتطرق "أردوغان" إلى الاستثمارات التي يمكن أن يقوم بها ممثلو عالم الأعمال التركي في جيبوتي، مشدداً على ضرورة اتخاذ شركات الإنشاءات والمقاولات التركية؛ مكاناً بين الشركات التي ستتولى عملية إنشاء المطارات شمال البلاد وجنوبها، معرباً عن إيمانه بأن الشركات التركية ستقدم أفضل الأسعار.  

الطاقة والكهرباء في جيبوتي

وفي شأن آخر ذكر الرئيس التركي أن جيبوتي تحصل على الكهرباء مقابل تكلفة عالية للغاية، مشيراً غلى أن جيبوتي يمكنها الحصول على الطاقة من مجالات مختلفة مثل طاقة الرياح، والطاقة الحرارية الأرضية.

وأضاف: "فجيبوتي يمكنها الاستفادة من رياح المحيط، وبالتالي يمكنها استخدام مفاعلات طاقة الرياح، وهذا كلها عوامل كفيلة بخفض تكلفة الحصول على الكهرباء"، معرباً عن أمله في أن يتحقق للشعب الجيبوتي الرخاء والازدهار في القريب العاجل. مستعرضاً العديد من المشكلات والأزمات التي تعاني منها جيبوتي.

وأعرب "أردوغان" عن استعدادهم لنقل الخبرات التركية في كافة المجالات؛ إلى المسؤولين في جيبوتي للاستفادة منها بالشكل الذي يعود بالنفع على بلادهم، بحسب قوله، مشيراً غلى أن بلادهم تهدف إلى تأسيس مستشفى بسعة 50 سرير في البلاد، وأن وزارة الصحة التركية ستتخذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن، وأن الأطباء وطواقم التمريض ستأتي من تركيا "لتقديم الرعاية الصحية، وتدريب الأطباء في جيبوتي". 

وأشار "أردوغان" إلى اعتزام بلاده تقديم منحة لجيبوتي عبارة عن خمس سيارات إسعاف، إلى جانب خمس عربات آلية على الطراز الحديث لنقل القمامة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تهدف إلى جعل العاصمة أكثر صحة ونظافة، على حد تعبيره.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!