ترك برس

في الأسبوع الماضي تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا، مع تهديد الرئيس الأمريكي ونائبه بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، ما لم تفرج عن القس الأمريكي المحتجز في تركيا بتهمة دعم الإرهاب. وجاء الرد التركي على التهديدات الأمريكية حازما على لسان الرئيس أردوغان الذي صرح بأن بلاده لن تغير موقفها من قضية القس برونسون رغم التهديدات الأمريكي، وحذر من أن واشنطن قد تفقد حليفا موثوقا.

ويثير تفاقم الخلافات بين أنقرة وواشنطن تكهنات بأن ذلك قد يدفع تركيا إلى تقوية العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع روسيا.

ويشير محللون إلى أن نهج واشنطن المتشدد تجاه أنقرة بشأن قضية برونسون يمكن تفسيره في جانب منه بمخاوف أوسع نطاقاً بشأن ولاء تركيا لحلفائها الغربيين، وأن تهديد ترامب بفرض عقوبات على تركيا قد يكون فرصة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدق إسفين بين الحليفين والتقارب مع تركيا.

وقال الدبلوماسي التركي السابق، أيدين سيلجين، لموقع صوت أمريكا، إن العلاقات التركية الروسية في الوقت الحالي هي الأكثر دفئا في تاريخ الجمهورية التركية، حيث عمدت الدولتان إلى تعميق العلاقات بينهما وتمثل ذلك في التعاون بشأن الوضع في سوريا والتجارة.

ويزيد قرار تركيا شراء صواريخ اس -400 من روسيا من المخاوف بين حلفاء أنقرة الغربيين، إذ حذرت واشنطن من أن  الصواريخ الروسية تهدد بانتهاك أنظمة دفاع حلف شمال الأطلسي.

ولا يستبعد  المحلل السياسي التركي، أتيلا يشيلدا، أن يقدم  بوتين لأردوغان نوعا من بوليصة التأمين ضد الغضب الأمريكي. وقال يشيلدا: "لدى بوتين كل ما تحتاجه تركيا، باستثناء المال. وتركيا في حاجة ماسة إلى التمويل الأجنبي الذي لا يملكه سوى الغرب وحده".

ولكن هل من مصلحة بوتين أن يعمق العلاقات مع أنقرة.

من جانبه يستبعد الدبلوماسي التركي سيلجين، أن ترغب موسكو في مزيد من التقارب مع تركيا، وقال: "يكفي الروس أن يلعبوا لعبتهم لإبقاء الناتو ضعيفاً ، وإبقاء تركيا على قدم واحدة في الغرب أخرى في الشرق، لأنه ليس من مصلحة الرئيس بوتين أن تعتمد تركيا على روسيا، مثل بيلاروسيا".

ويضيف أن الاقتصاد الروسي أصغر من اقتصاد ولاية كاليفورنيا، ولا تستطيع روسيا تحمل عبء تركيا، بل إنها لا تستطيع حتى تحمل عبء سوريا.

بدوره رأى حسين باغجي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط للتكنولوجيا في أنقرة، أن تركيا كانت توازن دائما علاقاتها بين الشرق والغرب، وتعرف حدود التعاون مع روسيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!