مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

صدر الإعلان عن البلد المستضيف لكأس الأمم الأوروبية يورو2024، مع وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا. بحسب قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فإن ألمانيا ستستضيف البطولة بعد ست سنوات.

بطبيعة الحال، أدى القرار إلى خيبة أمل لدى الشارع التركي، الذي كان يعتقد أن بلاده "سوف تنجح هذه المرة على الأغلب"، وهو محق في ذلك.

فمن ناحية هناك تركيا المتحمسة للاستضافة، والتي قدمت ملفًا شاملًا بعشرة ملاعب رائعة في تسعة مدن، وإمكانيات سياحية، ومزايا اقتصادية توفرها للبطولة..

ومن ناحية أخرى هناك ألمانيا، التي لا يريد حتى منتخبها تنظيم هذه البطولة..

لم يفت أحدًا ملاحظة تقديم "يويفا" ذرائع من قبيل "خطة عمل تركيا في مجال حقوق الإنسان ناقصة" هذه المرة، رغم أنه لم يكن يضع حتى اليوم المعايير السياسية في تقييمه لملفات الاستضافة.

كما أن الناس لم ينسوا بعد التهجم العنصري على لاعبين من أصول تركية في ألمانيا كمسعود أوزيل.

"التحرك العنصري" الألماني ضد لاعبين أجانب لا يمثل مشكلة بالنسبة لـ "يويفا"، لأن أوزيل يعيش في لندن، وليس في بلد المنتخب الذي يدافع عن ألوانه.

***

صحيح أن لدينا نواقص في مجال الدعاية أو اللوبي.. ناهيك عن كرتنا التي لم تنجح في مأسسة نفسها، ولا تبعث على الأمل، فضلًا عن حال أنديتنا الكبيرة التي تجد صعوبة في إدارة ديونها.

ومع ذلك، كان بإمكاننا أن نوفر للكرة الأوروبية تجربة لا تُنسى، من خلال حماسنا وكرم ضيافتنا، الذي لا يمكن مقارنته مع الألمان. لكن حدث ما حدث، وخسرنا في اللحظة الأخيرة. علينا النظر إلى المسابقات القادمة.

كما أن ستة أعوام مدة طويلة جدًّا وفق ظروف العالم اليوم..

هل ستبقى أوروبا متحدة حتى ذلك الوقت، ونسيجها الاجتماعي يعاني من مشاكل ناجمة عن الاقتصاد والهجرة؟

أم أن بلدانها ستدخل في صراعات مع بعضها البعض كما فعلت قبل 60 عامًا؟

من يدري؟

***

بيد أن تجربة يورو 2024 تشير إلى مشكلة أهم نعاني منها حاليًّا. لأنه في معظم الأحوال التي تفوتنا الفرصة أو نصل متأخرين فيها، يكون "العداء" المعتاد لمن هم "منّا" فعالًا أكثر من قوة منافسينا، مع الأسف.

تخيلوا أن نائبًا في برلماننا يسعى لاستلام مقاليد الحكم في هذا البلد، يخرج على القنوات الألمانية قبل اختيار البلد المضيف لبطولة "يورو 2024"، ويطالب على الملأ بعدم منح تركيا شرف تنظيم البطولة.

مهما مرت السنين، هل يمكننا أن ننسى مثل هذه الأهداف التي سجلها في مرمانا أمثال أحمد شيك (نائب حزب الشعوب الديمقراطي)، وهم من انتخبناهم، وفوق ذلك ندفع رواتبهم؟

أما الجمهور الذي يعتبر هذه العمليات التخريبية "معارضة"، فعليه أن يساءل نفسه أي فريق يشجع في الحقيقةا؟

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس