ترك برس

نشرت مجلة تايم الأمريكية مقالا حثت فيه إدارة الرئيس الأمريكي ترامب على اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين العلاقات مع تركيا، مشيرة إلى أن الحفاظ على علاقات جيدة مع تركيا من مصلحة الولايات المتحدة.

وقالت المجلة في مقال للمحلل السياسي سونير تشاغبتاي، المختص في الشؤون التركية في معهد الشرق الأوسط إن إطلاق تركيا سراح الأمريكي، أندرو برونسون، هو خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.

وأضاف أن الرئيسين ترامب وأردوغان يستطيعان إعادة ضبط العلاقات، فخلال أزمة آب/ أغسطس لم يستهدف الرئيسان بعضهما البعض شخصيا، تاركين الباب مفتوحاً أمام مصافحة أخرى في المستقبل عندما يتصالحان.

ولفت المحلل السياسي إلى أن "الحفاظ على علاقات جيدة مع تركيا هو في مصلحة واشنطن، قائلا إن سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بتركيا يجب ألا تتمحور على الرئيس أردوغان، لأن تركيا تقع على الحدود مع إيران والعراق وسوريا والأراضي التي كانت تحتلها داعش وروسيا عبر البحر الأسود."

وأردف أن تركيا في المقابل تحتاج أيضا إلى الولايات المتحدة، ففي الوقت الراهن تحتاج أنقرة إلى التزام واشنطن بردّ المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.

وأشار تشاغبتاي إلى أنه على الرغم من أن إطلاق سراح القس أندرو برونسون يعد خطوة جيدة نحو العلاقات الطبيعية، فهناك الكثير مما ينبغي عمله.

وقال إنه استشف من المقابلات التي أجراها أن صورة أردوغان قد تحسنت بالفعل في الكونغرس بعد إطلاق سراح برونسون، الأمر الذي يمهد الطريق أمام الكونغرس للسماح لترامب ببيع تركيا أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكي باتريوت. وفي المقابل يجب برأيه على أردوغان إعادة النظر في قراره بشأن شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400.

وأضاف أن الرئيس ترامب يجب عليه أيضا الاستماع إلى مخاوف أردوغان التي عبر عنها في تغريدة له في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، وأشار فيها إلى أن تعزيز التعاون بين البلدين ضد شبكة فتح الله غولن وداعش وميليشات وحدات حماية الشعب الكردي سيكون مفيدا.

وفيما بتعلق بقضية فتح الله غولن، أشار تشاغبتاي إلى أن أغلبية الأتراك، وليس مؤيدي أردوغان فحسب على قناعة بأن الضباط العسكريين المتحالفين مع غولن قادوا محاولة الانقلاب العسكري الفاشل عام 2016 للإطاحة بأردوغان.

ولكن تشاغبتاي لفت إلى أنه من الصعب الحصول على أدلة مادية على أن غولن قد أمر شخصياً بالانقلاب، ومن ثم فمن غير المرجح أن تحكم الولايات المتحدة بتسليمه لتركيا.

ورأى أنه على الرغم من صعوبة تسليم غولن، فإن على الجانبين مواصلة جهودهما في مكافحة حركة غولن. وفي أغسطس / آب الماضي ألقي القبض على كمال أوكسوز، وهو شخصية رئيسية في حركة غولن ، في أرمينيا، بناء على مذكرة لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي).

وأكد أن على الرئيس ترامب أيضا إعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالتعاون مع وحدات حماية الشعب الكردي السورية، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، وهو كيان إرهابي تقاتله تركيا منذ عقود.

وأوضح أنه بعد هزيمة داعش استولت وحدات حماية الشعب على مناطق واسعة من أراضي العرب السنة في سوريا. وتحتاج واشنطن إلى تمكين العرب السنة في سوريا إذا لم تكن ترغب في عودة داعش التي تتغذى من سخط المسلمين السنة بسبب الاستبعاد السياسي.

ووفقا لتشاغبتاي فإن التعاون بين ترامب وأردوغان في الشرق الأوسط يمكن يمتد أيضا خارج سوريا، مشيرا إلى أنه علم أن واشنطن كثفت في الأشهر الأخيرة تعاونها مع أنقرة لاستهداف قيادة حزب العمال الكردستاني في العراق.

وفيما يتعلق بما  يجب أن تقوم به تركيا لتحسين العلاقات مع واشنطن، رأى الكاتب أن على الرئيس التركي دعم جهود ترامب لعزل إيران في المنطقة وإخراجها من سوريا، حيث يمكن لتركيا الانضمام إلى العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران التي تؤثر في النظام الإيراني.

وأضاف أن على تركيا أيضا إطلاق سراح مواطنين أمريكيين آخرين وموظفين محليين من البعثات الدبلوماسية الأمريكية المعتقلين في تركيا.

وعبر الكاتب في ختام مقاله عن اعتقاده بأن الرئيسين القويين ترامب وأردوغان سيكونان على وفاق في المستقبل، حتى لو بقيت بعض الاختلافات بين الولايات المتحدة وتركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!