برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو العاصمة السعودية الرياض، ومنها اتجه إلى أنقرة. الغاية من جولة بومبيو على مسار الرياض- أنقرة هو متابعة المستجدات الخاصة بفضيحة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

بحسب وجهة النظر الشائعة، وبناء على المشهد الذي ظهر في الرياض، فإن الإدارة الأمريكية تسعى لإيجاد صيغة تتيح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان النجاة من فضيحة خاشقجي.

الغريب أيضًا هو تكليف بومبيو، الذي كان ذات يوم على رأس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، بأداء هذه المهمة.

ما يؤكد هذا التوجه هو تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن المسؤولين عن مقتل خاشقجي هم "قتلة مارقون"، في مسعى لتجنب فقدان السعودية، على الرغم من ضغوط الإعلام والسيناتورات في الولايات المتحدة.

لكن وجود أسماء مقربة من ولي العهد ضمن الطاقم السعودي الذي قدم إلى القنصلية في إسطنبول، يدفع للتفكير بأن من الصعب جدًّا على الأمير "التملص" من الحادثة.

لا يكفي إعراب وزير الخارجية الأمريكية عن ثقته بالمسؤولين السعوديين. فمع ظهور الأدلة شيئًا فشيئًا تنحو القضية منحى يتجاوز القدرات والمهارات العملياتية لبومبيو. لكن من الواضح أن ترامب عازم على المضي قدمًا في موقفه المدافع عن  السعودية حتى النهاية.

يبدو أن قضية خاشقجي سوف تبقى على أجندة الإدارة الأمريكية إلى حين إجراء الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ومع تكشف خبايا القضية سيتواصل الجدل حول المصير السياسي لولي العهد السعودي.

السؤال الأهم الذي يطرح نفسه، هو هل من الممكن لولي العهد الفاقد مشروعيته جراء ممارساته التسلطية أن يكون زعيمًا يقود بلاده على مدى 40 عامًا على الأقل، بعد فضيحة خاشقجي؟

من الواضح أن الضغط بقوة على الأصوات المعارضة في الأسرة الحاكمة، والإقدام على أي تحرك دون الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لن يحققا أي نفع لولي العهد.

سيواصل الأمير دفاعه حتى النهاية من أجل التخلص من الفضيحة الحالية، لكن يبدو أنه فقد من الآن مشروعيته كزعيم على المدى الطويل، في نظر الشعوب العربية.

عن الكاتب

برهان الدين دوران

مدير مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" في أنقرة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس