سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

شهدت العلاقات التركية الأمريكية شتاءً طويلًا وقاسيًا جدًّا. كانت الأجواء شديدة البرودة إلى درجة وصلت معها العلاقات على كافة المستويات إلى العصر الجليدي.

يبدو الآن أن ظروف الشتاء القاسية التي استمرت طويلًا انتهت. وإذا نظرنا دون التعمق كثيرًا تعيش العلاقات ربيعًا في الوقت الحالي.

علينا طبعًا أن نكون متفائلين، لكن يجب ألا نترك الأمور تسير على هواها. لأن استمرار الربيع يتطلب من الجانبين القيام بما يقع على عاتقهما حتى يتواصل الجو الإيجابي.

علينا أن ندرك خطأ الاعتقاد بأن هذا التغير يرجع فقط إلى عودة القس برانسون إلى بلاده. بطبيعة الحال كان لذلك دوره، لكنه ليس السبب الوحيد.

هناك مجموعة ضمن إدارة واشنطن بدأت تقول إن مجابهة الولايات المتحدة بلدًا مثل تركيا بشكل أكبر، وتدهور العلاقات أكثر يخالف المصالح القومية الأمريكية على المدى الطويل.

ناقشت المستويات المختلفة للإدارة الأمريكية هذا الرأي، وفي تلك الأيام، قررت الإدارة رفع العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة على مستويات مختلفة في حال حل مشكلة برانسون دون حدوث منغصات.

هذا هو الحال الآن. ويبدو أن الراغبين بعدم تدهور العلاقات مع تركيا أكثر متفوقين على خصومهم في النزال. لكن ما تزال هناك مجموعة معارضة لهذا الرأي في الإدارة. وهي تنتظر متحفزة من أجل ممارسة الضغوط مجددًا عندما تسنح الظروف في المستقبل.

ولهذا يتوجب على البلدين في هذه المرحلة أن يلتزما جانب الحذر، وألا يرتكبا أخطاءً تتيح الفرصة أمام المجموعة المذكورة لمعاودة ضغوطها.

بناءً عليه، تقول مصادر في واشنطن بضرورة عدم السماح لهذه المجموعة بالاستفادة من الحزمة الثانية للعقوبات الأمريكية على إيران، وتحويلها إلى فرصة لإفساد العلاقات التركية الأمريكية.

وتشير المصادر المقربة من الإدارة الأمريكية إلى أن المجموعة المعارضة لتحسن العلاقات بين واشنطن وأنقرة تقف متربصة حاليًّا. فإذا لم تلتزم تركيا بالمعايير المتفق عليها وفسّرت الإعفاء من العقوبات كما تشاء، ووسّعت نطاقه من جانب واحد، فإن المجموعة المذكورة ستبدأ من جديد حملة ضدها.

المصادر التي تحدثت لي عن الموضوع قالت إن هذا الخطر سيكون موجود دائمًا، ولهذا يتوجب على تركيا والولايات المتحدة على حد سواء أن تلتزما جانب الحذر وأن تكونا على تواصل مستمر.

وأكدت المصادر على أهمية إقامة حوار مستمر بين البلدين من أجل تعزيز الفهم المتبادل الرامي إلى إدامة الأجواء الإيجابية المخيمة في الوقت الحالي على العلاقات بين واشنطن وأنقرة.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس