ترك برس

حذّر خبراء أتراك من مشروع "الإسلام الألماني" الذي تسعى برلين فرضه على المسلمين القاطنين على أراضيها، من خلال مؤتمر "الإسلام الألماني".

وفي 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شهدت ألمانيا انعقاد النسخة الرابعة من مؤتمر الإسلام الألماني، برعاية وزارة الداخلية الألمانية، وكان لهذا العام "تأمين الحوار بين الدولة والمسلمين القاطنين في ألمانيا".

ويرى برهان الدين دوران، الكاتب الصحفي التركي ومنسق وقف "سيتا" للدراسات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، أن المؤتمر الذي ينعقد بداية كل عام تشريعي، يهدف إلى تأمين اندماج المسلمين مع الثقافة الألمانية، ووضعهم هناك ضمن بنية يسهل السيطرة عليها.

وكانت النسخة الأخيرة من الاجتماع انعقد بإشراف وحضور وزير الداخلية الألماني الذي كان قد صرح سابقاً بأن الإسلام دين لا ينسجم مع ألمانيا.

وشارك في المؤتمر هذا العام حوالي 200 شخص، كما دعي إليه اتحاد الشؤون الإسلامية لأتراك الخارج "ديتيب"، والمجلس الإسلامي، إضافة إلى شخصيات تدعي تمثيلها "الإسلام الليبرالي". وناقش المؤتمر قضايا مثل تعليم وتدريب الأئمة، ومسائل تبعية المسلمين لألمانيا.

وشهد المؤتمر تقديم لحم الخنزير للمشاركين المسلمين، ما اعتبره الكثير فضيحة بجد ذاتها، أي أن المؤتمر مشروع دولة بامتياز، على حد قول الكاتب التركي.

وأضاف "دوران" أن المؤتمر يطالب المسلمين البالغ عددهم في ألمانيا، 4 ملايين ونصف مسلم، بتطوير دين إسلامي ذو نمط ألماني.

وتابع "دوران": "يتضح لنا جلياً أن الغاية من مثل هذه المؤتمرات هو تقليص فاعلية التنظيمات الدينية التقليدية، والترويج لمشروع الإسلام الألماني الذي من المخطط أن يقوده ممثلو الإسلام الليبرالي، فيما يبقى المحافظون في المرتبة الثانية على الهامش. "

واعتبر الخبير التركي، أن الدولة الألمانية تهدف من خلال مؤتمرات كهذه، إلى تشكيل هوية إسلامية يناسبها، وخلق "إسلام ألماني"،

وحذر "دوران" من أن محاولات قطع صلة المسلمين بالبلدان التي أتوا منها، يفتح الباب أمام موجة جديدة من التطرف.

من جهته، رأى مصطفى يانار أوغلو، خريج كلية الحقوق من جامعة كولن الألمانية، ونائب في البرلمان التركي عن مدينة إسطنبول، أن المؤتمر يجسد مساعي ألمانيا للهيمنة على المسلمين وممارسة الضغوط السياسية بشكل غير مباشر عليهم، بغرض احتوائهم والتحكم فيهم.

ودعا "يانار أوغلو" الدولة الألمانية للتخلي عن النظر إلى امتلاك الأديان المختلفة حقوقاً متساوية، على أنه تهديد تجاه الوحدة الاجتماعية، معتبراً أن هذه الوحدة تترسخ مع حرية التنوع. والاندماج يجب ألا يعني "التشبّه وفقدان التمايز".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!