محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قوات بلاده ستنسحب من سوريا، وبرر ذلك بالتوصل إلى النتيجة المطلوبة في مكافحة داعش. 

لكن علينا معرفة أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، ومن شرق الفرات على الأخص لا ينهي جميع المشاكل. 

فوحدات حماية الشعب ستواصل تعاونها في شرق الفرات مع فرنسا والسعودية. بالنتيجة ستكون قوات هذين البلدين الداعمين للوحدات، هدفًا للعملية العسكرية التركية. 

لكن العملية لن تُنفذ فورًا، وإنما "في الأشهر القادمة"، بحسب ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

يأتي في طليعة الأمور التي أجد صعوبة في فهمها الدعم المادي والعسكري من السعودية للولايات المتحدة في شمال العراق.

ماذا يفعل ماكرون؟

ما يثير الدهشة هو إعلان فرنسا "نحن هنا باقون" على الرغم من قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا. 

بعد التلويح بورقة "الجيش الأوروبي" في وجه ترامب غرقت باريس عاصمة ماكرون في موجة احتجاجات، بيد أن الرئيس الفرنسي هب للدفاع عن وحدات حماية الشعب، وكأن لا شأن آخر يعنيه. 

العالم يصغي لأردوغان

اهتمام العالم بأسره الآن منصب على ما يصرح به أردوغان. لأن الجميع يعرف أن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا جاء بعد اتصالات بين أردوغان وترامب. 

أردوغان تحدث عن تفاصيل محادثته مع ترامب فقال:

"خلال الاتصال الهاتفي مع ترامب قال لي ’هل لكم أن تطهروا هذه المنطقة من داعش؟’ فأجبته ’نعم، سبق لنا تطهير أراضٍ منهم، المهم أن توفروا لنا الدعم اللوجستي اللازم’. 

أصبح لدينا من الآن فصاعدًا الجيش السوري الحر والجيش التركي وهما قادران على تحييد المجموعات الإرهابية. 

بدأت الولايات المتحدة الانسحاب، هذا هو هدفنا. والآن هدفنا التالي هو إقامة علاقاتنا الدبلوماسية بشكل سليم. الصادقون منهم، عرب وأكراد يقولون لتأتِ تركيا (إلى شرق الفرات)، لأنهم يثقون بتركيا". 

تركة أوباما

"الحزام الإرهابي الذي يسعى البعض لإنشائه في شرق الفرات على الرغم من كل تحذيراتنا، أوصلنا إلى مرحلة تتطلب منا المجازفة بكل شيء لمواجهته.

بقيت المشاكل التي شهدها عهد أوباما تركة سيئة لترامب. بطبيعة الحال، كان في الانتقال إلى وضع جديد إضاعة للوقت. خلال الأشهر القادمة سنرى عملية تطهر الأراضي السورية من عناصر بي كي كي/ ي ب ك، ومن فلول داعش.

بعد القضاء على التهديدات القادمة من سوريا يمكننا الانتقال إلى مرحلة إعادة البناء والإعمار في هذه المنطقة الكبيرة. أعلنا أننا سنبدأ عملية شرق الفرات، لكن التطورات الأخيرة دفعتنا إلى الانتظار مدة أخرى".

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس